عجز الماكنة الإعلامية العربية
ينال البرماوي
24-10-2023 12:19 AM
الإعلام سلاح يوازي المواجهة العسكرية ويتفوق أحيانا عليها وكثير من المعارك حسمت بمجهود اعلامي ممنهج ومدروس وموجه من خلال حشد الرأي العام العالمي واقناعة بالرسائل الصادرة عن بعض أو كل الأطراف المتحاربة .
حكومة الاحتلال وبخداعها المعهود استطاعت كسب الرأي العام الغربي وكثير من البلدان الأخرى خلال الأسبوع الأول لـ» طوفان الأقصى» وما يتخلله للآن من عدوان اجرامي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة نتج عنه استشهاد اكثر من 5 الاف معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن .
تفاعل الرأي العام الغربي بشكل كبير مع الرواية الاسرائيلية ومزاعمه التي صورت الفلسطينيين وحركة حماس على وجه الخصوص باعلى صور الاجرام لم يعهد التاريخ وحاول اسقاط ممارساته على الجانب الفلسطيني من الادعاء بقطع رؤوس الأطفال وقتل المدنيين والتنكيل بالأسرى .
وسرعان ما تكشفت الافتراءات الصهيونية وتم كشفها خلال وقت قصير ما أحدث تحولا واضحا في الرأي العام العالمي وضخامة المسيرات والاحتجاجات المطالبة بوقف العدوان على غزة حتى داخل الولايات المتحدة والعواصم الغربية .
ما يحتاجه الأشقاء في فلسطين بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص خلال هذه المرحلة اضافة الى الاغاثة والدعم المادي هو التمكين والمساندة الاعلامية المبرمجة من قبل وسائل الاعلام العربية التي تستطيع مخاطبة الرأي العام العالمي وفضح ممارسات الاحتلال وتفنيد أكاذيبه بلغات مختلفة حتى تصل الرسائل الى أكبر قدر ممكن من الأفراد .
ولا يحتاج الأمر الى شرح طويل وانما ادراج تعليقات مختصرة على صور وبشاعة الاجرام الصهيوني وخاصة بحق الأطفال والنساء ضاربة بذلك المواثيق الدولية التي تؤكد على هذه الفئات وضرورة تجنيبها الكوارث واحترام حقوقها .
كما يبرز دور منصات ووسائط التواصل الاجتماعي لفضح جرائم الاحتلال وتسليط الضوء على الحقوق العربية المغتصبة في فلسطين .
للأسف في ظل تباين المواقف العربية من العدوان على المستوى الرسمي فان الماكنة الاعلامية العربية تبقى عاجزة عن التعاطي كما يجب مع متطلبات المرحلة ومساندة القضية الفلسطينية ومواجهة العدوان والأصل ايجاد مطبخ اعلامي موحد ربما تقوده الجامعة العربية أو اتحاد الصحفيين العرب لاعداد وتنفيذ خطة اتصال فاعلة برسائل مختصرة تعمم على وسائل الاعلام العربية والأجنبية ومنصات التواصل بلغات مختلفة لاحداث التغيير المطلوب على مسار القضية واعطاؤها مزيداً من القوة لمرحلة ما بعد انتهاء العدوان.
أضعف الايمان بهذ الشأن ما نلحظه من محاولة وسائل اعلام أردنية وعربية مساندة القضية وفضح العدوان قدر المستطاع وافراد مساحات باللغة الإنجليزية الأكثر انتشارا على مستوى العالم للحديث عن عدوانية الاحتلال وجرائمه.
الدستور