في ظل السقوط المدوي للنظام العالمي الراسمالي الحالي والذي تقوده امريكا والغرب بعد الانحياز الكامل للجلاد الصهيوني والدعم الكامل لجرائمه في غزة وفلسطين المحتلة التي تصادم كل الاعراف والمواثيق الدولية، بل وتتعارض مع كل القيم الاخلاقية والانسانية .

هنا لا بد ان تلتفت الامة العربية اليوم الى المشاركة في تأسيس نظام عالمي جديد تبدو علاماته وارهاصاته في العالم اليوم واضحة والخروج من عباءة النظام العالمي الحالي ولو تدريجيا لانه لم يعد يمثل العدالة والحرية والقيم الانسانية الاخرى التي كان يدعيها بل صار نظاما مغلقا يحقق مصالح بعض الدول الغربية وليس عاما لبقية دول العالم .

وهذه تعدّ فرصة ذهبية للامة العربية للمضي قدما وبدون تردد للمشاركة في تشكيل وتاسيس النظام العالمي الجديد المبني على القيم الانسانية التي تحقق العدالة والحرية للجميع وتحمي الشعوب المستضعفة من الظلم وآلة البطش نظام يقوم على تحقيق المصالح المشتركة للانسانية والتي منها الامة العربية، ولكن هذا لن يكون اذا بقيت الامة العربية متفرجة كما حصل معها في القرن الماضي حيث ان الدول الغربية وبمشاركة امريكا واستثمار الصهيونية العالمية تم تشكيل النظام العالمي الحالي وهذا تفسير للوضع القوي الذي تحظى به الصهيونية في العالم اليوم وذلك انهم كانوا من اوائل المشاركين في تشكيل وتاسيس النظام العالمي الحالي في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والفكرية والعلمية والاعلامية وغيرها بحيث صاروا جزءا لا يتجزأ من النظام العالمي الحالي، بل اللاعب الاساسي فيه ولهم فيه اليد الطولى والكلمة العليا وهذا الاقتناص الذي قامت به الصهيونية هو الذي جعلها في هذه المكانة المرموقة عالميا اليوم وبقيت الامة العربية خارج المعادلة طيلة القرن الماضي .

والامة العربية اليوم عندها من الاوراق الكبيرة التي تجعل منها مشاركة في صياغة وتشكيل النظام الجديد فهي تملك الثروات الكبيرة التي لا غنى للعالم عنها وعندها الثروة البشرية الشابة التي تمتلك طاقات كبيرة تكون محركا حقيقيا لبناء النظام العالمي الجديد عدا عن الكفاءات الكثيرة في شتى العلوم والمعارف الانسانية وغيرها من الاوراق التي تجعلها امة قادرة على ان تكون مشاركة وليست فقط متفرجة او تابعة لغيرها وهذه الفرصة التي فاتت الامة العربية في القرن الماضي لا ينبغي ان تفوتهم في هذه المرحلة الحساسة من عمر العالم.

ولذا علينا اذا اردنا ان نبني مستقبلا مشرقا لامتنا العربية ان نسارع في المشاركة في تشكيل النظام العالمي الجديد نرسم فيه الخارطة لمستقبلنا ولا نضيع هذه الفرصة الذهبية والا سنبقى في ذيل الامم لمائة عام قادمة على الاقل ..