قمة القاهرة .. حاضر الجهود قبل حرب التطرف الإسرائيلي
حسين دعسة
22-10-2023 07:02 PM
بالتأكيد، ليس من المستغرب أن تحاول الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا أو أقطاب الاستعمار القديم في القارة المنهكة العجوز، أن تجتهد بكل ثقل عنصري وإجرامي مع الانحراف الفكري الأمني القذر الذى تريد الإدارة الأمريكية فرضه على من تريد وتريد، إقناع أجيالنا بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة العنصرية هي دولة تستحق الحياة وأم الديمقراطية والتكنولوجيا والزراعة وأنها مجرد دولة تعشق الحياة يقابلها دول إسلامية، عربية، ما زالت ترعى الإبل وأننا نحن الهمج الأغبياء لأننا نريد رمى العالم المتحضر
في البحر.
* حرب غزة لم تبدأ بعد
المعلن حاليًا، وهو ما تم الإعداد له من الإدارة الأمريكية والبنتاجون، هو ذات خيار الولايات المتحدة الأمريكية، ودولة الكيان الإسرائيلي المتطرفة، الحرب لأجل البطش وإلغاء بعيد المدى لأى كيان آخر في المنطقة والإقليم، وهنا ما أعلن من «أتلانتا، بالولايات المتحدة» عبر «CNN»، بما صرّح به رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، «هرتسى هليفى»، في لقاءات مع قادة الجيش الذى أعد لغزو غزة ، أن: الجيش، جيش الاحتلال، سيبدأ عملية للقضاء على حماس، وكان ما حدث خلال ١٥ يومًا مجرد نزهة، ليس تلك الحرب التي دعمتها الإدارة الأمريكية، لتكون نتيجتها مجازر وتدمير تهجير، فى ظلال أممية وغياب للمجتمع الدولي.
وحسب المصادر، قال هليفى في تصريحاته للواء جولانى في الجيش الإسرائيلي: «سوف ندخل قطاع غزة. سنشرع في مهمة عملية ومهنية لتدمير مسلحي حماس والبنية التحتية».
وأنه، يحدد المصدر، مع متطرف الجيش الصهيوني: عندما يدخل الجيش الإسرائيلي غزة، فإنه «سيضع في اعتباره» الصور التي حدثت في 7 أكتوبر خلال هجوم حماس الذى أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1400، وإن غزة معقدة ومزدحمة لكن الجيش الإسرائيلي يتأهب.
ولا يمكن أن تكون الأخبار عشوائية، المدعو هليفى، ينسحق من كل مقدرات الجيش الأمريكي المتمركزة فى البحر، وأيضًا مع الشاباك المجرم: «كل قدرات الجيش الإسرائيلي ستكون معكم في ذلك التحرك. كونوا شجعان، بهذه العقلية، وكونوا حازمين للغاية، وامنحوا جنودكم الثقة».
* التسريبات ودلالاتها
في عديد البيانات، لجأت دولة الاحتلال إلى طلب مغادرة الإسرائيليين من 10 دول من بينها الأردن ومصر والإمارات والبحرين والمغرب، تزامن ذلك في الوقت الذى بدأت فيه جلسات «قمة القاهرة للسلام في العاصمة المصرية القاهرة»، القمة العالمية التي دعا إليها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وانطلقت فعالياتها السبت، بمشاركة قادة وزعماء عرب ودوليين في اجتماع يهدف إلى دعم القضية الفلسطينية وبحث مستقبل عملية السلام ووقف التصعيد في قطاع غزة، وديمومة حماية المدنيين تحت الحرب.
القمة فى القاهرة، العالم ينتظر خلاصات تضع الأزمة على طريق الحلول الممكنة، ما حدث التوازي، وبالقصد: التلويح الصهيوني بدخول غزة بريًا، إذا طلب مجلس الأمن القومي لدولة الاحتلال الاسرائيلى السبت 21 أكتوبر 2023، من الإسرائيليين مغادرة الأردن ومصر والإمارات والبحرين والمغرب وتركيا وماليزيا، وذلك بحجة تصاعد موجة الاحتجاجات فى العالمين العربى والإسلامى، على المجازر التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى ضد قطاع غزة منذ 3 أسابيع، الإعلان الصهيونى المشترك، أعد وصدر من قيادة الأمن الوطنى بمكتب رئيس وزراء العدو الصهيونى المتطرف نتنياهو، ووزارة الخارجية الإسرائيلية، وفيه تقرر «تشديد تحذيرات السفر إلى مصر (بما فى ذلك سيناء) والأردن والمغرب».
* بيان حكومة العدو الإسرائيلى
حكومة العدو تدعو الإسرائيليين لمغادرة الأردن ومصر والإمارات والبحرين والمغرب وتركيا وماليزيا وبنجلاديش وإندونيسيا والمالديف لأنها دول «خطرة على اليهود»، وأضاف الإعلان أنه «بسبب استمرار الحرب، (هناك) تفاقم كبير للاحتجاجات ضد إسرائيل فى مختلف دول العالم، مع التركيز على الدول العربية فى الشرق الأوسط، إلى جانب مظاهر العداء والعنف ضد الرموز الإسرائيلية واليهودية»، حسب تعبيره.
لفت الإعلان إلى أنه «تم رفع تحذيرات السفر إلى مصر والأردن إلى المستوى الرابع، وهو (مستوى) تهديد شديد، وتوصية بعدم الذهاب إلى هذه البلدان، وعلى المقيمين فيها المغادرة فى أسرع وقت ممكن»، و«تم رفع تحذير السفر إلى المغرب إلى المستوى 3، بمعنى التوصية بتجنب السفر غير الضرورى»، وذكر الإعلان المشترك أنه «وحتى إشعار آخر، يوصى بتجنب الإقامة فى جميع دول الشرق الأوسط، بما فى ذلك تركيا ومصر والأردن والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب»، وأوصى الإعلان أيضًا بـ«تجنب الوصول إلى الدول الإسلامية التى لديها تحذيرات سفر، مثل ماليزيا وبنجلاديش وإندونيسيا، والدول الإسلامية التى لا تحتوى على تحذير سفر مثل جزر المالديف»، ولفت موقع «Inews 24» الإسرائيلى، إلى «أنه تم أيضًا تشديد تحذير السفر إلى تركيا هذا الأسبوع ورفعه إلى أعلى مستوى، المستوى 4، ودعا مجلس الأمن القومى جميع الإسرائيليين المقيمين فى البلاد إلى المغادرة فى أسرع وقت ممكن».
تحليل استراتيجى، حدد أن الإعلانات عن منع السفر مخاطر الدول التى تقف ضد الإرهاب والحرب الصهيونية على غزة، له قصدية المهم على المجتمع الدولى، والأمم المتحدة عن الجهود الدبلوماسية والدولية، للحد من طبيعة الدعم الغربى، الأمريكى، الأوروبى، فى حرب غزة.
* الرئاسة المصرية: قمة القاهرة لم تفشل
.. اعتقد، سياسيًا واستراتيجيًا وأمنيًا، أن الرئاسة المصرية عندما أعلنت أن: عدم صدور بيان ختامى لا يعنى فشل قمة القاهرة ولكن ليس هناك تطابق فى وجهات النظر السياسية، قد أصابت، وتناول ردود الأفعال من كل الأطراف.
.. ومع التشويش الإعلامى الغربى، كان القادة والزعماء حضروا القمة، التى عقدت بمشاركة قادة وزعماء عرب ودوليين فى اجتماع يهدف إلى دعم القضية الفلسطينية وبحث مستقبل عملية السلام ووقف التصعيد فى قطاع غزة.
الرئيس عبدالفتاح السيسى، كان واضحًا وحاسمًا فى رؤية وطنية تتوافق مع قادة وملوك، فقال فى كلمته الافتتاحية إن «محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم هو القضاء على القضية الفلسطينية.. أين المساواة بين أرواح البشر دون تمييز؟.. مصر ترفض التهجير ونزوح الفلسطينيين لسيناء»، وتابع: «تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث وفى كل الأحوال لن يحدث على حساب مصر أبدًا»، مؤكدًا على أن «مصر دفعت ثمنًا هائلًا من أجل السلام فى هذه المنطقة، وبقيت شامخة تقودها نحو السلام».
* وثيقة سياسية من ملك الأردن عبر قمة القاهرة للسلام
ألقى الملك عبدالله الثانى كلمة سياسية تعد وثيقة فى هذه المرحلة من الصراع العربى الإسرائيلى، وخاطب الملك، الوصى الهاشمى، العالم عبر منصة قمة القاهرة للسلام، التى استضافتها جمهورية مصر العربية فى إطار الجهود المبذولة لوقف الحرب على غزة، بمشاركة قادة دول ورؤساء وفود عربية ودولية.
وفيما يلى نص كلمة جلالة الملك عبدالله الثانى «وثيقة للتاريخ»:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبى العربى الهاشمى الأمين،
أخى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أتوجه بالشكر لفخامة الرئيس، على الدعوة لاجتماعنا، فى هذا الوقت العصيب، من أجل العمل معًا، وفورًا، على وقف هذه الكارثة الإنسانية، التى تدفع منطقتنا كلها نحو الهاوية.
اسمحوا لى أن أتوجه بالحديث بالإنجليزية إلى أصدقائنا من أوروبا والعالم المتواجدين معنا اليوم، فرسالتى لهم.
أصدقائى،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هكذا يحيى المسلمون والعرب، الآخرين، بالدعوة لهم بالسلام والرحمة من الله.
جاء ديننا برسالة للسلام، فالعهدة العمرية، التى صدرت على عتبات بوابات القدس قبل ما يقرب 15 قرنًا من الزمن وقبل أكثر من ألف عام من صدور اتفاقيات جنيف، أمرت الجنود المسلمين بألا يقتلوا طفلًا، ولا امرأة، ولا كبيرًا فى السن، وألا يقطعوا شجرة، وألا يؤذوا راهبًا، وألا يدمروا كنيسة.
هذه قواعد الاشتباك التى يجب على المسلمين تطبيقها والالتزام بها، كما يتحتم الالتزام بها على كل من يؤمن بإنسانيتنا المشتركة، فحياة كل المدنيين ثمينة.
أصدقائى،
تغضبنى وتحزننى أعمال العنف التى استهدفت المدنيين الأبرياء فى غزة والضفة الغربية وإسرائيل.
إن حملة القصف العنيفة الدائرة فى غزة فى هذه الأثناء هى حملة شرسة ومرفوضة على مختلف المستويات.
إنها عقاب جماعى لسكان محاصرين لا حول لهم ولا قوة.
إنها انتهاك فاضح للقانون الدولى الإنسانى.
إنها جريمة حرب.
ومع ذلك، كلما تزداد وحشية الأحداث، يبدو أن اهتمام العالم يقل شيئًا فشيئًا.
ففى أى مكان آخر، كان العالم ليدين استهداف البنى التحتية للمدنيين، والحرمان المتعمد للسكان من الغذاء، والمياه، والكهرباء، والاحتياجات الأساسية. وبالتأكيد كانت لتتم مساءلة الفاعل فورًا.
وهكذا كان الحال فعلًا فى الفترة الأخيرة، فى صراع آخر.
لكن ليس فى غزة، فقد مر أسبوعان منذ فرضت إسرائيل حصارًا كاملًا على قطاع غزة، ويستمر مع ذلك الصمت الدولى من غالبية البلدان.
ولكن الرسالة التى يسمعها العالم العربى عالية وواضحة: حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الإسرائيليين. حياتنا أقل أهمية من حياة الآخرين. وتطبيق القانون الدولى انتقائى، وحقوق الإنسان لها محددات، فهى تتوقف عند الحدود، وتتوقف باختلاف الأعراق، وتتوقف باختلاف الأديان.
هذه رسالة خطيرة جدًا، وعواقب اللامبالاة والتقاعس الدوليين المستمرين ستكون كارثية علينا جميعًا.
أصدقائى،
لا يمكننا أن ندع العاطفة تملى علينا كيفية التعامل مع هذه اللحظة، فأولوياتنا اليوم واضحة وعاجلة:
* أولًا: الوقف الفورى للحرب على غزة، وحماية المدنيين، وتبنى موقف موحد يدين استهدافهم من الجانبين، انسجامًا مع قيمنا المشتركة والقانون الدولى، الذى يفقد كل قيمته إذا تم تنفيذه بشكل انتقائى.
* ثانيًا: إيصال المساعدات الإنسانية والوقود والغذاء والدواء بشكل مستدام ودون انقطاع إلى قطاع غزة.
* ثالثًا: الرفض القاطع للتهجير القسرى للفلسطينيين أو التسبب بنزوحهم، فهذه جريمة حرب وفقًا للقانون الدولى، وخط أحمر بالنسبة لنا جميعًا.
هذا الصراع، أصدقائى، لم يبدأ قبل أسبوعين، ولن يتوقف إذا واصلنا السير على هذا الطريق الملطخ بالدماء. ونحن جميعا ندرك جيدًا أن ذلك لن يؤدى إلا إلى المزيد من دوامات الموت والدمار والكراهية واليأس.
وبينما تقوم إسرائيل اليوم بتجويع المدنيين فى غزة حرفيًا، فإنه لطالما تم تجويع الفلسطينيين لعقود عن الأمل والحرية والمستقبل.
وعندما يتوقف القصف، لن تتم محاسبة إسرائيل، وسيستمر ظلم الاحتلال وسيدير العالم ظهره، إلى أن تبدأ دوامة جديدة من العنف. إن سفك الدماء الذى نشهده اليوم هو ثمن هذا الفشل فى تحقيق تقدم ملموس نحو أفق سياسى يحقق السلام للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
ويتعين على القيادة الإسرائيلية أن تدرك أنه لا يوجد حل عسكرى لمخاوفها الأمنية، وأنها لا تستطيع الاستمرار فى تهميش خمسة ملايين فلسطينى يعيشون تحت احتلالها، محرومين من حقوقهم المشروعة، وأن حياة الفلسطينيين لا تقل قيمة عن حياة الإسرائيليين.
وعلى القيادة الإسرائيلية أن تدرك أيضًا، وبشكل نهائى، أنه لا يمكن لدولة أن تزدهر أبدًا إذا بنيت على أساس من الظلم.
على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، رأينا كيف تحولت أحلام حل الدولتين وآمال جيل كامل إلى يأس. هذه هى سياسة القيادة الإسرائيلية المتشددة، التى بنيت على الأمن بدل السلام، وفرض حقائق جديدة غير شرعية على الأرض تجعل هدف الدولة الفلسطينية المستقلة غير قابل للتطبيق، وفى هذه الأثناء، تسببت بتمكين المتطرفين من الجانبين.
ولكنه لا يمكننا غض النظر عن هذا الصراع باعتبار حله بعيد المنال، من أجل الفلسطينيين والإسرائيليين.
إن رسالتنا الموحدة للشعب الإسرائيلى يجب أن تكون أننا نريد مستقبلًا من السلام والأمن لكم والفلسطينيين، حيث يعيش أبناؤكم وأبناء الفلسطينيين دون خوف.
ومن واجبنا كمجتمع دولى أن نفعل كل ما هو مطلوب لإعادة إطلاق عملية سياسية هادفة يمكنها أن تأخذنا إلى سلام عادل ومستدام على أساس حل الدولتين.
إن السبيل الوحيد لمستقبل آمن لشعوب الشرق الأوسط والعالم أجمع، للمسلمين والمسيحيين واليهود على حد سواء، يبدأ بالإيمان بأن حياة كل إنسان متساوية فى القيمة، وينتهى بدولتين، فلسطين وإسرائيل، تتشاركان فى الأرض والسلام من النهر إلى البحر.
لقد حان الوقت للعمل بجدية.
* القاهرة.. بناء توافق دولى يوقف الحرب
قمة القاهرة أكدت أنه: لن نقبل بتصفية القضية الفلسطينية على حساب أى دولة بالمنطقة.
وأن الحرب على غزة تكشف عن خلل بقيم المجتمع الدولى وتعامله مع الأزمات.
وفى الحقيقة، ما تناقلته دول العالم بالقراءة والتحليل، وهو ما أكدته مصر العربية، من أنها «لن تقبل أبدًا بدعاوى تصفية القضية الفلسطينية على حساب أى دولة بالمنطقة، ولن تتهاون للحظة فى الحفاظ على سيادتها وأمنها القومى فى ظل ظروف وأوضاع متزايدة المخاطر والتهديدات، مستعينة فى ذلك بالله العظيم، وإرادة شعبها وعزيمته».
وقالت رئاسة الجمهورية المصرية فى بيان لها حول قمة القاهرة الدولية للسلام: «إنها سعت من خلال دعوتها الى هذه القمة، إلى بناء توافق دولى لوقف الحرب على غزة ومنع امتداد الصراع، وتوافق عابر للثقافات والأجناس والأديان والمواقف السياسية، يتوافق محوره مع قيم الإنسانية وضميرها الجمعى، وينبذ العنف والإرهاب وقتل النفس بغير حق، ويدعو إلى وقف الحرب الدائرة التى راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء على الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، ويطالب باحترام قواعد القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى، ويؤكد الأهمية القصوى لحماية المدنيين وعدم تعريضهم للمخاطر والتهديدات، ويعطى أولوية خاصة لنفاذ وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية وإيصالها إلى مستحقيها من أبناء قطاع غزة، ويحذر من مخاطر امتداد رقعة الصراع الحالى إلى مناطق أخرى فى الإقليم».
وأضاف البيان، أن مصر تطلعت إلى أن يطلق المشاركون نداءً عالميًا للسلام، يتوافقون فيه على أهمية إعادة تقييم نمط التعامل الدولى مع القضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية، وبحيث يتم الخروج من رحم الأزمة الراهنة بروح وإرادة سياسية جديدة تمهد الطريق لإطلاق عملية سلام حقيقية وجادة، تُفضى خلال أمد قريب ومنظور إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار إلى أن المشهد الدولى عبر العقود الماضية كشف عن قصور جسيم في إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، لكونه سعى لإدارة الصراع، وليس إنهاءه بشكل دائم، واكتفى بطرح حلول مؤقتة ومسكنات لا ترقى لأدنى تطلعات شعب عانى على مر أكثر من ثمانين عامًا من الاحتلال الأجنبي ومحاولات طمس الهوية وفقدان الأمل.
وأكدت الرئاسة في بيانها: «أن الحرب الجارية كشفت عن خلل في قيم المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمات، فبينما نرى هرولة وتنافسًا على سرعة إدانة قتل الأبرياء في مكان، نجد ترددًا غير مفهوم في إدانة نفس الفعل في مكان آخر، بل نجد محاولات لتبرير هذا القتل، كما لو كانت حياة الإنسان الفلسطيني أقل أهمية من حياة باقي البشر.
وأشار البيان، إلى أن الأرواح التي تُزهق كل يوم خلال الأزمة الراهنة، والنساء والأطفال الذين يرتجفون رعبًا تحت نير القصف الجوي على مدار الساعة، تقتضى أن تكون استجابة المجتمع الدولي على قدر فداحة الحدث، فحق الإنسان الفلسطيني ليس استثناء ممن شملتهم قواعد القانون الدولي الإنساني أو الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، والشعب الفلسطيني لا بد أن يتمتع بكل الحقوق التي تتمتع بها باقي الشعوب، بدءًا بالحق الأسمى، وهو الحق في الحياة، وحقه في أن يجد المسكن الآمن والرعاية الصحية اللائقة والتعليم لأبنائه، وأن تكون له قبل كل شيء دولة تُجسد هويته ويفخر بالانتماء لها.
وأكد البيان أن جمهورية مصر العربية، صاحبة المبادرة بالدعوة إلى قمة السلام، تعرب عن تقديرها العميق للدول والمنظمات التى استجابت لتلبية الدعوة رغم اعتبارات ضيق الوقت.
وتؤكد بهذه المناسبة، أنها لن تألو جهدًا فى استمرار العمل مع جميع الشركاء من أجل تحقيق الأهداف التي من أجلها دعت إلى عقد هذه القمة مهما كانت الصعاب أو طال أمد الصراع. وسوف تحافظ مصر دومًا على موقفها الراسخ والداعم للحقوق الفلسطينية، والمؤمن بالسلام كخيار استراتيجي لا حياد أو تراجع عنه، حتى تتحقق رؤية حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، اللتين تعيشان إلى جوار بعضهما بعضًا في سلام.
* من قمة القاهرة.. تبدأ الحكاية
من القمة التي توسم بها الشارع العربي، بات من المؤكد، أن تتابع القاهرة وعمان، الملك عبدالله الثاني والرئيس السيسي، مواكبة الجهود العربية والإسلامية والأمنية، القادم من كيان الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، المتطرف، أنه، مدعومًا من الإدارة الأمريكية وأوروبا، لديهم ملفات لترك المنطقة في حالة من مخافر ودمار وسوداوية الخراب، نتيجة الهوس بالحروب، وعدم قدرة دول المنطقة والإقليم على احتواء الأزمات.
أيضًا، وهذا المهم، تراجع مؤشرات ثقل عديد دول العالم، تركيا، الصين، الهند، باكستان، الخليج العربي، المغرب، كندا وأستراليا واليابان، فقد أرهقتها الأزمة والإملاءات الأمريكية والغربية، هي في النتيجة تحتاج لأعداد الشعوب، وتمكين قوتها من تعزيز الحضور السياسي والضغط دوليًا.. وتفعيل منطق سياسة إدارة الأزمات، فالحرب التى تهدد بها دولة الاحتلال، تدخلنا نفق تدويلها وبالتالي، ضياع بوصلة السلام، وتراجع الشعوب في دهاليز الحروب والتهجير والجوع وتدنى التنمية لصالح مأسى التطرف والإرهاب.
الدستور المصرية