كانت الحرب المُسْتَعِرة على غزة هاشم وشعبها المرابط موضوع اللقاء الأسبوعي لجمعية الشؤون الدولية فالحرب ذات أنباء مستقبلية خطيرة وستكون الضحية هي القضية الفلسطينية التي أدار الغرب والمجتمع الدولي ظهره عن حقيقتها وواقعها ومصيرها وقد أصدرت الجمعية بياناً بشأن هذه الحرب، وخير وسيلة للتعريف به هو عرضه في هذه المقالة:

لقد تابعت جمعية الشؤون الدولية باهتمام بالغ ما تقوم به اسرائيل من عدوان سافر على قطاع غزة غير آبهة بالقانون الدولي والإنساني والمواثيق والقرارات الدولية مستعملة أخر ما أنتجته المصانع الحربية من وسائل القتل والدمار ضد المدنيين الأبرياء وقتلت وجرحت الألاف منهم بما فيهم من نساء وأطفال ونزلاء المستشفيات وغيرهم وقطعت عن القطاع وسائل العيش والحياه من ماء وكهرباء ووسائل الاتصال ومنعت دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع . أنها فعلا حرب إبادة وتهجير كما أعلنها رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير الدفاع في حكومته .

إن ما تقوم به اسرائيل لن يقتصر على قطاع غزة بل سيكون له امتداد على دول الجوار القريبة والبعيدة على حد سواء ويبدو أنه تنفيذ لما أعلنه رئيس الوزراء الاسرائيلي من على منصة الأمم المتحدة من أنه سيعمل على تغيير خريطة الشرق الأوسط، وما غزة سوى البداية وستكون الضفة الغربية الهدف الثاني بعدها وبطبيعة الحال ستدفع الأردن ثمن ذلك في حال نجاح هذا المخطط الرهيب.

لقد حذر جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ومنذ توليه السلطة من تداعيات عدم تحقيق السلام العادل الذي يمكن الفلسطينيين من إقامة دولتهم على حدود الرابع من حزيران 1967وعاصمتها القدس الشرقية والذي أصبح يعرف بحل الدولتين.

إن الجهود التي بذلها ويبذلها جلالته والتي كان أخرها جولته الأخيرة على العواصم الاوروبية منذ بدء العدوان المروع على قطاع غزة لوقف القتال والعودة الى الحلول السلمية قوبلت بالدعم الأمريكي اللامحدود والذي وصل حد المشاركة في العدوان وكذلك الدعم الأوروبي معه جعلا المعتدي الاسرائيلي يزيد من قتله الأبرياء ويساعد على تهجير السكان ويضع كافة الحلول التي كانت مطروحة في الأدراج المهملة خاصة وأنه ومع الأسف الشديد لا يوجد موقف عربي صلب وموحد لمساندة جلالته في جهوده المضنية .

وفي ظل هذا الوضع الخطير جدا فأن الجمعية ترى أنه من الأهمية القصوى أن يقف الشعب الأردني بكل أطيافه وقفة رجل واحد خلف قيادته بكل حذر ووعي ويتحمل مسؤولياته في الحفاظ على أمن بلده وذلك بالتعبير عن رأيه وموقفه بكل حرص وانضباطية بعيدا عن الفوضى والغوغائية وأن يكون مستعدا لكل المفاجأت.

رحم الله شهداءنا الأبرار في غزة وأعان أهلها على الصمود على أرضهم وعدم مغادرتها تحت أي ظرف كان ورحم شهداء الوطن الذي وهبوا أرواحهم من أجل الوطن ومن أجل فلسطين والأقصى وحمى الله الأردن ووفق جلالة مليكنا المفدى في جهوده المباركة من أجل الأردن وفلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

وبشر الصابرين..

"الدستور"