قولا واحد ؛ جلالة الملك المقاوم الأول، والأكثر وضوحا وشجاعة بين المجتمعين في القاهرة، فبلا تردد ولا مواربة ظهر الموقف الأردني واضحا وماضيا كالسيف في كشف عمى الألوان الغربي والتحيز مع دولة الاحتلال، وفاضحا العقلية الانتقائية عند التعامل مع العدوان الغاشم على الفلسطنيين في قطاع غزة.
فبعمق وقوة صبر أهل غزة الشجعان جاء خطاب جلالته ليضع العالم أمام مسوؤلياته الإنسانية والأخلاقية والقانونية، متسلحاً بالحق وعدالة القضية الفلسطنية وإرثنا العروبي والإسلامي ، وجازما أن حياة الفلسطنيين ليست أقل قيمة من حياة غيرهم.
قالها جلالة الملك بمقاربة ومقارنة واقعية ؛ لماذا الحرب على غزة ليست كباقي الحروب الأخرى حول العالم التي تراعى فيها حقوق الإنسان وتطبق عليها الشرعية الدولية، وتحتكم إلى قواعد الاشتباك وينتفض لها الصغير والكبير!!. وما هو محرم ومجرم في مناطق أخرى يجوز في غزة؟؟
نعم الصراع لم يبدأ قبل أسبوعين ولن يتوقف، فهو صراع وجود لا حدود منذ خمسة وسبعين عاما مارسه الاحتلال وآزره جميع الاشرار من العالم بوحشية وشراسة وجوع متعمد وتهجير قسري وضيم في كل لحظة دون رحمة أو مساءلة.
موقف أردني جلي اختزله جلالته في القمة بالمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية من وقود ودواء وغذاء والرفض المطلق للتهجير القسري باعتباره خطا أحمر وجريمة لا يمكن القبول بها .
نقول قولا واحد إن الأردن كالمعتاد يعيش حالة انسجام تام ما بين القيادة والشعب بالرفض التام للعدوان على أهلنا في غزة وباعتبار أي اعتداء على فلسطين بمثابة اعتداء عليه، بتجسيد لمقولة الأردن وفلسطين شعب واحد لا شعبين..
رحم الله شهداء فلسطين...