ما هي جدوى التمسك بسياسة دعم الأعلاف ، ما دامت أسعار اللحوم والمواشي محررة ؟.هذا التشوه يكرس خطأ سياسة الدعم ما دام أنه لا يصل الى المنتج النهائي وهي اللحوم التي يتحكم العرض والطلب بأسعارها وهي مرتفعة .

كشفت نتائج التعداد الأخير عن أخطاء اعترت التسجيل وهو ما تكرر في مرات سابقة ما نجم عنها مبالغة في الأرقام اذ كانت التوقعات بأن لا تتجاوز الثروة الحيوانية من المواشي حاجز الأربعة ملايين بينما تجاوزت الخمسة ملايين ما يثبت عدم جدوى التعداد ويؤكد في ذات الوقت حتمية تغيير أساليب الدعم المباشر ليتحول من الأعلاف إلى أساليب التربية الإنتاج .

من الطبيعي أن يبالغ بعض مربي المواشي بالأرقام لأن دوافع التعداد هو الدعم ولو أن دوافعه فرض ضريبة مثلا لما تجاوز عدد الرؤوس المحصاة المليون !! .

الأخطاء أفقدت التعداد هدفه وهو الوقوف على الرقم الحقيقي للمواشي لتحسين سياسة الدعم للثروة الحيوانية وآلية وصول الدعم الى مستحقيه ما يبقي على مشكلة الأعلاف في أن الدعم لا يذهب إلى مستحقيه بينما تواصل سوق الاتجار بالأعلاف السوداء بالانتعاش .

نفهم أن يكون الهدف من التعداد هو بناء قاعدة بيانات لقطاع الثروة الحيوانية ، لكن استمرار سياسة الدعم لن يحل المشكلة فالمال لا يذهب الى أصحاب الحوزات .

بقي أن قيمة دعم الأعلاف مرشحة لأن تصل إلى 200 مليون دينار مع استمرار ارتفاع أسعار الشعير عالميا فلماذا لا يتم رفع الدعم عن الأعلاف مقابل تخصيص قيمته كاملة لمشاريع تطوير البادية ؟ .



qadmaniisam@yahoo.com