الحفاظ على نسيجنا الوطني الواحد ، هو خيارنا الأبدي ، فالضرورة تقتضي الابتعاد عن اي تصرف أو سلوك من شأنه المساس بهذا الانموذج المتفرد، فصون جبهتنا الداخلية شعار امننا واستقرارنا وتماسكنا الذي هو خط أحمر، لا يمكن السماح بتجاوزه في كل الأحوال والظروف، ومن واجبنا ضرورة مواجهة كل من يحاول العبث به بكل مسؤولية، فنحن مطالبون بالعمل على تعرية كل من يحاول التطاول او الخروج على القانون ، أو العبث بالأمن والاستقرار ، أو إثارة الفتنة أو الفوضى بين أبناء الأسرة الأردنية الواحدة ..

يجب ان نعي تماما اننا وضمن هذه الظروف ما زلنا في دائرة الاستهداف من الباغضين والباغين من أصحاب الأجندة الخاصة والصالونات المشبوهة ومن يتعامل معها ومن لفّ لفيفها، ذلك بتعرضنا لحرب نفسية تستهدف مشهد تلاحمنا وتعاضدنا الذي يفتك بكل من تخول له نفسه مس امننا الإجتماعي، فمهما يكن من أمر ، فنحن شعب لا نخضع لأهواء المنازعات والأفكار الخبيثة والمماحكات بين هذا وذاك ، تلك هي رسالة واضحة لتؤكد للجميع أن الاردن أمانه في أعناقنا ، ومن يمسه فهو عدو الأردنيين إلى يوم يبعثون .

إن المأزومين الذين يسعون الى زعزعة استقرارنا وإثارة الفتن والقلاقل والتشبث بأفكار سوداوية هدامة هدفها – لا قدر الله – المساس بأمننا ، ويروجون لخطاب استفزازي هو بكل بساطة نتيجة طبيعية لاضمحلال الوعي الوطني والانتمائي لديهم، وليعلموا أن ولاءنا وانتماءنا للأردن وان تلاحمنا هو مسؤوليتنا جميعا بتقديم أجندة وطروحات أردنية وطنية خالصة من شأنها أن تدفع الأهل والعشيرة والقوى السياسية وكل من له هدف واضح نحو رفعة الأردن، وليعلم القاصي والداني أننا شعب قوي منيع لا نخشى إلا الله عز وجل، مدركين ان هذا الطرح خيارنا وطني، وضرورة حتمية .

إننا نقدم للعالم اليوم مشهداً لتماسك مجتمعنا وتفاعل كل أبنائه في نصرة خيار واحد ، وهو "ستبقى بوصلتنا فلسطين وتاجها القدس" في رسالة واضحة وراسخة في النهج الملكي في هذه الظروف التي تفتك بالجميع ، فنحن أقوياء ابد الدهر بتماسكنا والتفافنا حول قيادتنا ، لذلك نريد أن نثبت للعالم اجمع أن مشهد التآخي والتوافق والتكافل في أردننا يتناغم فيه الجميع ، ويتكامل فيه الجميع ، لإدراكنا أن هذا المشهد يغيظ أعداء الأردن ويقتل شرذمتهم فخيبة أملهم كبيرة ، هذه الخيبة نريد أن نؤكدها ونعمقها .

إننا اليوم مطالبون بضرورة إبقاء جبهتنا الداخلية ومحصنة وصلبة حيث يكمن أهمية ذلك في نضوج الشعور العام لدى المواطنين والنُخب ، وتفويت الفرصة على الأصوات غير الواعية بممارسات وتصرفات تستهدف توجيه البوصلة نحو الداخل ، فبقاء الجبهة الأردنية متماسكة خلف مواقف جلالة الملك ، هي الدرع الواقي والسند والظهير لفلسطين ، وتغليب صوت الحكمة في هذه الظروف الصعبة والدقيقة ، فالأردن اليوم مَعني بقوة جبهته الداخلية التي تُشكل الشريان التاجي لفلسطين والاقصى ، وقوة سياسته الخارجية تكون بقدر تماسك الجبهة الداخلية وقوتها .

وليحفظ الله قيادتنا الهاشمية المظفرة، وليدم علينا جميعاً نعمة الأمن والاستقرار ليبقى بلدنا عزيزا غاليا تفيء بظله أبد الدهر، ولنعي أن الاردن وفلسطين أمانة في أعناق الجميع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .