facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غزة .. بين خياري القوة والعدل


حسين بني هاني
21-10-2023 08:06 AM

لم يكن ما قام به زعماء الغرب، عشيّة الاحتفال الاسرائيلي بقتل الأبرياء في المستشفى المعمداني ، سوى حج سياسي غير مقدس إلى تل أبيب، لتلاوة صلوات تلمودية في محفل القتل الذي توعد به نتنياهو الشعب الفلسطيني،كي يشاركوه عزف ترنيمة لحن الرجوع الأخير للشعب الفلسطيني الذي ينوي قادة إسرائيل أن يعزفوه،عبر اجتياح غزة ، رغم الكلف السياسية الكبيرة التي سيترتب عليها حدوث مثل هذا الامر، والذي يقع اليوم بين خياريّ القوة والعدل.

لا اظن أن بايدن، كان يملك اي فطنة سياسية أو حصافة دبلوماسية، تليق بزعيم عالميّ كبير،حين قال لاسرائيل -حسب-الصحافة "عليكم بغزة وانا سأتولى شأن حزب الله في لبنان " مؤكداً لاسرائيل انكم "لستم وحدكم" مما جعل صحيفة هاآرتس تقول ان هذا "ما كان يمكن لاسرائيل أن تحلم بمثل هذا الدعم الاكبر من القوة العظمى الأقوى في العالم " ، معرضاً بذلك ما يدعيه من صداقة مع العرب،لشكوك كبيرة،وتلويحاً بعدم الاهتمام والاحترام لعلاقاته العربية ، ومسبباًالاحراج للقادة العرب.

هذا الانحياز المطلق والاعمى أيضا لاسرائيل،لا يمكن أن يقنع عربي واحد بأن واشنطن يمكن أن تكون يوما وسيطا عادلا ونزيها،لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي،بل جعل أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفرد البروفيسور ستيفان وولت، يحمّل الولايات المتحدة مسؤولية ما يحدث اليوم في غزة، حين قال إن امريكا " هي أساس المشكلة الاخيرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، حيث انتهت ثلاثين عاما من السياسة الامريكية بالكارثة " ، مذكرا واشنطن بأن المتعاطفين مع القضية الفلسطينية ينظرون إلى ما حدث بانه " نتيجة حتمية لعقود من الاحتلال الاسرائيلي والمعاملة القاسية للمواطنين الفلسطينيين ".

هنا وفي هذا المقام بالذات، أريد أن اذكّر بايدن ،أن سلفه بوش الابن حين عقد العزم على احتلال العراق، والتخلص من صدام حسين ، اعتقد في حينه، بل أقنعه الحواريون من حوله، أن هذا الامر سيكون رسالة واضحة لاعداء أمريكا في المنطقة،وتعبيد الطريق لأحداث تغيير جذري وشامل في الشرق الأوسط، وتعزيز الديمقراطية،ولكن ما حصلت عليه الولايات المتحدة،ولا زال يحصل حتى هذا اليوم، هو تعميق الطائفية وعدم الاستقرار، وتعزيز نفوذ إيران.

لقد بدا لي الأمر بعد هذا الحجيج الغربي، أن واشنطن بالتعاون مع الغرب، لاتستفيد من اخطائها، وان نظامها العالمي بما فيه فتنة الغرب بحماية إسرائيل، بات عرضة للتحدي وحتى من أقل الناس قوة في العالم، فهي قد فشلت في ان تكون وسيطا عادلا، أو صديقا يعتمد عليه باستثناء إسرائيل، وباتت مكشوفة تماما لكل صديق أو عدو، وهي بموقفها الاخير اعادت إلى الذاكرة العربية ،ثقافة قديمة جديدة تعتبر واشنطن صديقة الأنظمة عدوّة الشعوب، الأمر ألذى لن يجعل إسرائيل يوما من الأيام آمنة أو مطمئنة في المنطقة، رغم كل هذه الرعاية وهذه الحماية التي فاقت حتى بنظر إسرائيل، كل ما هو متوقع، ورغم جميع الاتفاقيات التي وصفت بأنها إبراهيمية.

يبدو أن بايدن لا يعلم أن ابسط نظريات السياسة في العالم، تقول ان القوة حلٌ مؤقت للأزمات، يسدل الستار على مشاهد العنف فقط، وأن العدل حل سياسي دائم لها، إذا أعاد الحقوق لأصحابها، وأن اجتثاث حماس لن ينهي القضية الفلسطينية، او نضال أهلها في غزة أو الضفة،كما أوهمه نتنياهو في لقائه الاخير ، وأنما سيؤجلها إلى وقت آخر فقط.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :