سنترضخ إسرائيل وتذعن للضغط الهائل من اجل فتح المعابر، الذي يساهم فيه الملك بقوة، فالحاجة باتت ماسة جدا لإطلاق جسور امدادات ومساعدات انسانية وطبية ومالية، إلى قطاع غزة المنكوب، جوية وبحرية وبرية، وهي الحاجة التي تقدرها الأمم المتحدة ب 100 شاحنة يوميا.
ان الدمار الذي لحق بالقطاع يحتاج إلى سيل لا ينقطع من الإمدادات.
والآن وقت العون العربي عامة والأردني خاصة، فنحن الأقرب إلى فلسطين، لا بل نحن فلسطين وفلسطين نحن.
لقد انطلقت مظاهرات ووقفات واعتصامات ضد العدوان الوحشي الإسرائيلي على أهلنا في قطاع غزة، وكانت تلك الأشكال من التضامن الحار العارم الضاغط، مؤثرة في فتح المعابر.
لقد حان وقت التعبير المناسب عن اسلوب التضامن الذي يحتاجه أهلنا في القطاع.
ان المساعدات العاجلة هي الدواء والغذاء والكساء والوقود والخيام والكرفانات واصلاح محطات تنقية المياه وتوليد الكهرباء وأجهزة الطهي والتدفئة التي تقدر بمئات ملايين الدولارات.
علاوة على معدات رفع الأنقاض وإعادة بناء ما دمرته آلة الحرب الصهيونية.
ليس هذا وقت الإضراب والإغلاق، بل هو وقت التبرع والإغداق.
هتافاتُ ومسيراتُ التضامن مع قطاع غزة لن تسعف جريحاً، ولن تقدم طبقَ حِساءٍ ليتيم، ولا غالون سولار للتدفئة أو أسطوانة غاز للطهي، حتى لو انشقت حناجرنا بالحداء، وغرقت عثانيننا بالدموع.
فلنتوجه بتبرعاتنا إلى الهيئة الخيرية الهاشمية أو إلى النقابات المهنية وخاصة نقابة المهندسين الأردنيين التي فتحت حملة تبرعات تحت شعار: «انصر غزة .. الإيواء والإعمار».
المسيرات لا تفعل الآن سوى تعطيل الحركة والتضييق على المواطنين وقطع رزق العمال والكسبة والحرفيين والتجار والسائقين والمطاعم والكافيات، ناهيكم عن الأضرار الفادح بالسياحة.
لقد انطلقت حملة التبرعات العينية النقدية إلى غزة. وبتوجيه من جلالة الملك، سيّرت الهيئةُ الهاشمية طائرتي إغاثة، والخير بالجايات. وقدمت الحكومة 3 ملايين دينار. وتبرعت البنوك الأردنية كعادتها الكريمة، وقد جاء دور ابناء شعبنا الموسرين للسخاء والعطاء،
حان وقت الخروج من صيغة «دق الماء في الإناء» إلى صيغة {وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}. صدق الله العظيم.
الدستور