تجتاح مقابلة باسم يوسف “يو تيوب” كما لم يكن من قبل، ولعلّ مشاهداتها زادت الآن على مائة وخمسين مليوناً، ويبدو أنّ الحبل على الجرار، وهذا الرقم لا يشمل الوسائط الأخرى فقد يصل إلى ضعف هذا الرقم!

بيرس مورغان، المعروف بأنّه يستطيع أن يُحرج أهمّ الناس، بدا مُحرجاً وضعيفاً أمام باسم، ولم تسعفه سنوات خبرته التي تعدّت الأربعين في مجادلة صاحبنا، وبالعكس فقد بدا وكأنّه يريد إنهاء المقابلة غير مرّة، مع أنّ تقديري أنّه كان في دواخل نفسه سعيداً، لأنّ المقابلة ستحقق مشاهدات قياسية، وربّما يكون موقفه معارضاً للمذبحة التي ترتكبها إسرائيل.

أكثر من ذلك، فباسم بدا في الكوميديا السوداء التي مارسها، ولكنته الأميركية النقية، يستحوذ على عقول المشاهدين الغربيين، ولو لم يعلن أنّ زوجته من غزة لما عرف أحد قبلها ذلك، واستطاع أن يستثمر ذلك بطريقته العبقرية الفذّة لإيصال رسالة تاريخية.

ما صنعه باسم خلال أربعين دقيقة يكاد يصل في مفعوله لأربعين ألف صاروخ مدمّر تطلقها حماس، وما قدّمه يتجاوز كلّ التصريحات العربية والاسلامية التي تدين العدوان والوحشية الاسرائيلية، وما يقدّمه الاعلام العربي من تضامن القضية الفلسطينية.

لو كان لنا أن نستنسخ باسم يوسف لفعلنا عشرات المرات، وفي مطلق الأحوال فهو لا يعبّر عن الحالة العربية فحسب، بل عن الحالة الانسانية جمعاء، وأكثر أكثر من ذلك فهو يعبّر عنّ الضمير المصري المتفوّق في أصالته، حتى لو كان الرجل ممنوعاً من الدخول إلى بلاده، وللحديث بقية!