لا تخاف غزّة من الغزاة …
لا تهاب أرض العزّة الغاضبين
لا تسلّم روحها للشياطين
لا تنتظر منّا غزّة مظاهرات .
إنّها أرض العزّة والكرامة ، من لا يعرف غزّة على مرّ التّاريخ فقد كانت عنوان لرحلة الشّتاء والصّيف، فيها دفن هاشم بن عبد مناف الجدّ الثّاني لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلّم فعرفت بغزّة هاشم ، وقد كانت غزّة لقريش مقرٌّ وممر ٌّ، تلك المدينة السّاحليّة شهدت في الأمس البعيد عهد الفرعون حتمس الثّالث والاسكندر الأكبر، والهكسوس، وهولاكو وجيوش المغول ، تلك المنطقة شاهدة على التّاريخ في سجلّها العظيم مرور صلاح الدّين وحشود المسلمين والمماليك في حروبهم مع الصّليبيّن، جرت فيها معركة أجنادين، منها خرج الأمام الشّافعيّ ليكون منارة للعلم ويضع مذهبًا يعزز فيه فهم الدّين الإسلاميّ الحنيف .
غزّة العزّة بذاتها..
إنّها تقف عبر التّاريخ صارخة رافضة لكلّ إحتلال ، تقاوم ولا ترضخ ، تصرخ في عرض البحر الكبير منذ آلاف السنين قبل الميلاد وبعد الميلاد ، واليوم تعيش غزّة الحاضر والمستقبل قصف ومقاومة في بوتقة واحدة ، نعم تولد في غزّة الكرامة والشّهامة وتموت في كلّ الأرض النخوة والشّهامة ، مع كلّ قصف وشهادة تخرج صرخة من قلب صبيّة طلقة في وجه عدو الله وتخرس كلّ منافق .
ستنتهي الحرب ..
ليشهد التّاريخ والعالم على فصل جديد من فصول الصراع الأزليّ في أرض المعياد ، ستشهد الملائكة على كلّ الأرواح البريئة التي صعدت تسبّح وتكبّر فرحًا بالشّهادة والارتقاء للقاء بربّ السّماء ، ستعود الحياة الى سابق عهدها وينسى الجميع الشّهداء والاعتداء وتحتلّ المصالح العليا عناوين الأخبار والمحطّات الفضائيّة، لكنّ دويّ الانفجارات وصرخات الأطفال ستظلّ كابوسًا على قلب الأمّة حتّى تزول الغمّة وتعود الحقوق لأصحابها.
لغزّة ربّ يحميها …
لا تنتظر من أحد مساعدة فلا صواريخ ستطلق للدفاع عن غزّة إلّا من غزّة ولا دمّ سيراق من أجلها إلّا من شهداء غزّة ، فرائحة المسك فاحت مع رياح البحر المتوّسط لتحملها الأمواج لكلّ العالم تصرخ مكبّرة الله أكبر الله أكبر .
غزة لاتريد منكم مظاهرات وهتافات، لا تريد منكم تخريب الممتلكات العامّة والاعتداء على رجال الأمن والشّرطة، لا تريد غزّة هَبّات من الغوغاء وكلام نافق برائحة نتنه ، حتّى تكبيرة الله أكبر تخرج من حناجركم لا من قلوبكم ، ولا أقصد الجميع فهناك أنقياء ومخلصين لا يملكون إلّا مشاعرهم .
نحن ننصر غزّة إذا نصرنا أنفسنا، هنالك الكثير من الفرص والأعمال التي يمكن أن نساند فيها إخواننا المسلمين والمسيحيين والمقاومة الصّادقة في أرض العزّة ، إذا فكرنا في إعداد أنفسنا والأجيال القادمة.
هذه المسؤولية في أعناقنا جميعا حتّى ننتصر بقوّة العلم والمعرفة والعمل .
أخيرًا لمن لا يعرف غزّة عبر التّاريخ ، فقد كانت بداية لكلّ الفتوحات للمنطقة وكانت مقبرة لأعدائها وكل ّمن غزاها.
أقول للشّباب في كلّ مكان تعلّموا من غزّة معنى العزّة والكرامة.
رحم الله الشّهداء ونصر عبادة المسلمين في غزّة وفي كلّ البلاد .
حمى الله الأردنّ ومليكه ووليّ عهده وشعبه العظيم .
ودمتم بعزّة يا أهل غزّة.