ما يجري في غزة ليس مجرد حرب ابادة للفلسطينيين انها مؤامرة العصر بعد ان فشلت مخططات صفقة القرن بالطرق السياسية والتي كانت قد ساقتها امريكا للمنطقة في عهد ترامب بحجة صناعة شرق اوسط جديد تقوده اسرائيل وتهدف في باطنها الى تهجير الفلسطينيين للاردن واقامة الوطن البديل وكذلك تهجير الغزاويين الى مصر مقابل المال هنا وهناك، وهذا ما احبطه جلالة الملك عبدالله الثاني ورفضته مصر وبقيت تلك الاهداف راسخة في العقلية الصهيونية والتفكير الامريكي ولم تخفِ حكومة نتنياهو منذ البداية مشروعها السياسي بتهويد فلسطين وتفريغها من شعبها وطردهم للاردن طوعا او قسرا وكذلك تهجير اهل غزة الى صحراء سيناء المصرية، وهذا ما يفسر الان الاجرام الصهيوني والافراط بالقوة والامعان بالقتل للمدنيين وقصف البيوت والمساكن والمدارس والمستشفيات وحرق الارض وارتكاب مجازر وابادة جماعية للانسان والحيوان والشجر والحجر في فلسطين .

والسؤال، اذا كانت اسرائيل تنوي القضاء على فصائل المقاومة وحماس فما علاقة هذا الاجرام الجنوني للمدنيين العزل واسرائيل تعلم ان حماس وصواريخها ومقاتليها متخندقين تحت الارض ولا تكاد ان تكون تضررت قدراتها بهذا الاجرام، ولو كان الهدف حماس والمقاومة فهل تحتاج تلك المجموعات القتالية، ذاك الدعم الامريكي لاسرائيل بالبوارج والطائرات والصواريخ وخبراء عسكريين وكل اشكال الامداد العسكري لطالما انها كما تدعي من اقوى جيوش العالم ولا تكاد فصائل المقاومة تملك ما تملكه كتيبة دروع في جيش اسرائيل؟!..

نعم اسرائيل وبدعم امريكي وتواطؤ اوروبي تصعد باجرامها وتحاول جر الفلسطينيين في الضفة الغربية وكل ومناطق السلطة الفلسطينية لتفتك بمدنها بالقتل والاجرام وبالتالي اجبارهم على النزوح والهروب للاردن وعندها تتفرغ الارض من اهلها وتستولي اسرائيل على ما تبقى من اراضي فلسطين غير آبه حينها بادانات العرب ولا باحتجاجات دولية بلا صوت اوصدى لطالما امريكا تدعم ارهابها٠

لقد تيقظ جلالة الملك عبدالله الثاني الى نية اسرائيل العدوانية ومخططاتها التهويدية وتهجير الفلسطينيين لطالما استدعت اكثر من مليون جندي صهيوني لشن حرب طويلة قد تتسع رقعتها لتطال كل ارض فلسطين، ومن هنا فإن الاردن الان بمواجهة مخطط اسرائيلي امريكي يحاول انتهاز الفرصة لعملية الطوفان لتحقيق الاهداف السياسية لحكومة الصهاينة بتهجير اهل فلسطين .

على الدول العربية ان تخرج عن صمتها وتهب لايقاظ المجتمع السياسي الدولي قبل فوات الاوان حتى لا تنزلق المنطقة كلها في أتون حرب ستحصد الاخضر واليابس وستكون وبالا على الجميع اقليميا وعربيا ودوليا، على الاردنيين النشامى ان يقفوا خلف قيادتهم وان يلتفوا حول جلالة الملك الذي يناضل بيد عربية واحدة للدفاع عن اهل فلسطين والوقوف في وجه مخططات اسرائيل وكل المتآمرين معها .