تهجير قسري أو قتل المدنيين "سياسة إسرائيل"
د.حسام العتوم
19-10-2023 07:29 AM
" إسرائيل " كيان إستعماري إستيطاني إحتلالي على شكل دولة إعترفت بها الأمم المتحدة عام 1948 بعد إلتفاف الصهيونية مبكرا عليها ، وبعد محاولة تقسيم فلسطين عام 1947 إلى دولتين عبرية و قامت فعلا ، و عربية رفضها العرب بسبب قدسية فلسطين التاريخية ، و نفذت مشروعها بشن حرب إحتلالية تلتها بحرب أخرى عامي 1948 و 1967 ، ودعت يهود العالم للهجرة إليها و عينها الإستعمارية على تهجير الفلسطينيين خاصة بإستمرار و على دفعات متتالية ، واعتبرت نفسها دولة فوق القانون الدولي ، و ساعدها في ذلك مؤسسة " الأيباك " اليهودية – الأمريكية منذ عام 1953 ، و الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها المنحازة لها و بطريقة غير مشروعة علنا و التي تعتبر نفسها فوق القانون الدولي أيضا ، و كذلك الغرب المنحاز لها بنفس الطريقة وهو الذي ساعدها على التحول إلى ترسانة نووية كشف أوراقها الأولى الخبير الإسرائيلي مردخاي فعنونو للصحيفة البريطانية " صنداي " عام 1986 ، و ترفض ( إسرائيل ) الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس الشرقية و تقارنها بقنبلة إيران النووية السرية المنتظرة ، و تعثرت بإعادة الجولان – الهضبة العربية السورية في زمن إسحق رابين عام 1995 ، و في بدايات زمن رجب طيب أوردوغان عام 2019 ، و خرجت مهرولة من سيناء بعد معاهدة كامب ديفيد عام 1978 و معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية عام 1979 ، ومن قطاع غزة عام 2005 و إعتبرته محتلا ذات الوقت حتى الساعة حسب خارطة " إسرائيل " التي عرضها نتنياهو في الأمم المتحدة عام 2023 ، و أخرجها الأردن من إقليمي " الباقورة والغمر " عام2019 من بين فكي معاهدة السلام الأردنية – الإسرائيلية الموقعة عام 1994 ، وبعد إصرار جلالة الملك عبدالله الثاني "حفظه الله" على تحريرهما مسبقا وقتها .
"إسرائيل" مستعمرة مجرمة، ويد "أمريكا – بايدن" ، ومن سبقه ملطخة بدماء أبرياء فلسطين ، و ينظم إلى جوقتهم الغرب الذي يدعي الحرية و يتمسك بالقانون الدولي ، و لقد شاهدنا خديعته للرأي العام العالمي عندما وقف خلف أمريكا في موضوع سيادة أوكرانيا التي إستقلت عن الاتحاد السوفيتي عام 1991 ، و لم تصون إستقلالها ، و قفزت على إتفاقية تفكيك الاتحاد السوفيتي التي اشترطت عدم الذهاب للدخول إلى تحالفات معادية خاصة مع حلف " الناتو " المعادي لروسيا ، و الذي رفض صامتا إدخال روسيا الاتحادية لصفوفه بهدف إنهاء الحرب الباردة و سباق التسلح ، ولم يستوعب الغرب ومع أمريكا ، أو لا يريد ذلك مع سبق الإصرار الأحقية التاريخية الروسية وسط الأراضي الأوكرانية السابقة ، و الأحقية التاريخية الروسية وسط الأراضي الأوكرانية السابقة ، ولم يتفهم إعادة روسيا لإقليم " القرم " عام 2014 عبر صناديق الاقتراع و الحماية الأمنية و العسكرية ، و إعادة أقاليم الدونباس " لوغانسك ، و دونيتسك ، و زاباروجا ، و خيرسون " بعد الإرتكاز على مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 التي تخول الدولة المعتدى على سيادتها مثل روسيا الدفاع عن نفسها ، و قد تكون " حماس " حركة المقاومة الفلسلطينية الإسلامية الباسلة أخطأت تقدير ردة فعلها على أفعال " إسرائيل " الإستفزازية في الأقصى وفي الأراضي الفلسطينية ، و ردة فعل " إسرائيل " المبالغ فيها و بجرمها و معها أمريكا و بريطانيا و فرنسا و عموم الغرب ، و لم تأخذ بالحسبان مهارات " إسرائيل " في التلاعب بماكنات إعلام العالم ، و إثارة إشاعة قطع حماس لرؤوس الأطفال و اغتصاب النساء في صفوف الجيش الإسرائيلي ، و اتهام الجهاد في قصف مشفى المعمداني من بينها ، و لم تتوفق حماس ذات الوقت بالإعلان عن قتل الرهائن الإسرائيليين حالة إستمرارها بهدم بيوت الغزاويين على رؤوسهم ، و ذهبت إلى قطع الماء و الكهرباء و الغذاء عن قطاع غزة أمام أعين العالم لنفس سبب التهجير و لنازيتها المعروفة .
ولقد طرحت " إسرائيل " و حكومة اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو مسألة تهجير سكان غزة إلى الدول العربية المجاورة ، و حاولت أن تكون سيناء المصرية مقصدهم ، ووسطت وزير خارجية أمريكا بلينكين لهذا الهدف ، و لم تجد أذنا عربية صاغية ، و فشل مشروعها التهجيري بكل تأكيد ، و اقترح الرئيس المصري السيسي بأن يكون مكان التهجير المؤقت صحراء النقب ، و تماما كما فشلت في ملاحقة " حماس " غير المتواجدة بوضوح فوق الأراضي الفلسطينية ، و إنما وسط مدينة واسعة من الأنفاق تمتد بإتجاهات مختلفة ، فذهبت ، أي " إسرائيل " إلى تعمد زيادة عدد شهداء قطاع غزة بأعداد كبيرة ، وهي ليست المرة الأولى التي تقتلهم فيها ، و بالغت في أعداد قتلاها لتكسب تعاطف الغرب معها ، و هو الغرب المنحاز لها بكل الأحوال و كل ما "طق الكوز بالجرة" ، وما جريمة إستهداف مشفى المعمداني في غزة و الذي رفع من عدد شهداء الحدث الغزاوي إلى حوالي 4000 إنسان ( طفل ، و سيدات ، و شباب و شابات ، و شيوخ ) ، و تتوقع " إسرائيل " و تراقب إحتمال توسع جبهة المقاومة ضدها لتشمل " حزب الله " الأكثر جاهزية من حماس ،و ربما إيران نفسها ، و ربما " فتح " ، و تنظيمات أخرى فلسطينية في الجنوب اللبناني ، و تركز( إسرائيل – نتياهو ) على إطلاق سراح الرهائن و ترتكب جرائم كبيرة متكررة بحق الفلسطينيين المدنيين ذات الوقت ، و هو أمر مستغرب ، لكن نازية " إسرائيل غير مستغربة أكيد ، ولا يوجد أحدا يمانع عودة الرهائن إلى بيوتهم .
توسع جبهة المقاومة ضد " إسرائيل " إن لم تكن مدروسة بعناية كبيرة و دقيقة ، فإن " إسرائيل " سترفع من رقم شهداء العرب إلى أرقام مرعبة ، ومن الممكن أن تضر " إسرائيل " لكن الضرر على الديمغرافيا العربية سيكون أكبر ، و " إسرائيل " لوحدها ليست دولة كرتونية كما يمكن توقعه ، فهي متطورة السلاح التقليدي ، و هي نووية السلاح ، و مدعومة مباشرة من قبل أمريكا كواحدة من كبريات دول العالم الأقوى تسليحا ، ومن دول الغرب ، و الدولة الوحيدة التي تقود جبهة الصمود الفلسطيني و تطالب بتطبيق القانون الدولي ، و العودة لقرار الأمم المتحدة و مجلس الأمن 242 ، بهدف إعادة " إسرائيل " لحدود الرابع من حزيران لعام 1967 ، و لإقامة دولة فلسطين و عاصمتها القدس الشرقية ، و لضمانة حق العودة و التعويض هي روسيا الاتحادية ، و هي التي تقود عالم متعدد الأقطاب يمثل شرق و جنوب العالم ، وهو عادل ، و متوازن ، و منصف ، و يختلف بطبيعة الحال عن عالم أحادية القطب الغربي الأمريكي المنحاز لدولة الاحتلال الإسرائيلي فقط ، و تساندها الصين الشعبية ، و كوريا الشمالية ، و غيرها من دول العالم شرق و جنوب العالم ، و لقد تقدمت روسيا بمذكرة لمجلس الأمن لوقف القتال الدائر بين " إسرائيل " و " حماس " ، لكن التوجه الروسي قوبل برفض غربي يقع تحت تأثير الحرب الباردة ، وتحت تأثير الأخطبوط الإسرائيلي في الغرب ، ولو نجح وقف القتال لما وصل مشهد الحرب لجريمة قصف مشفى المعمدانية في غزة المأساوي ، و الذي هو جريمة حرب و اضحة .
وانسجام فكري أيدولوجي غريب بين " إسرائيل – نتنياهو " ، و " أمريكا – بايدن " حول ضرورة تصفية حماس ، و لا حديث بينهما في تل أبيب عن أهمية قيام دولة فلسطين و عاصمتها القدس الشرقية ، و نتنياهو نعت حماس بتنظيم "الدولة – داعش" ، و تحدث عن مقتل أكثر من ألف إسرائيلي ، و لم يتحدث عن جريمة قتل الاف الفلسطينيين في آخر يومين ، و منحة أمريكية مليارية دولارية لإسرائيل لتقوية موقفها السلبي وسط غضب العالم ، ولا مساعدات للفلسطينيين ، وهو أمر مدهش حقا .