المستشفى الميداني الأردني
خولة كامل الكردي
18-10-2023 10:50 PM
تظل أيادي الأردن بيضاء فمبادراتها الإنسانية تلمس كل قلب وتمسح على كل جسد موجوع، يشهد لها القاصي والداني، لا تتوانى عن تقديم يد المساعدة لمن يعانون من ويلات الحرب والنزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية، تكون دوماً في المقدمة توفر الرعاية الصحية والإنسانية لأي محتاج في هذا العالم. بهيئاتها ومؤسساتها الخيرية وعلى رأسها الهيئة الخيرية الهاشمية إحدى الصروح الإنسانية المميزة، والتي تقدم العديد من المساعدات الإنسانية والطرود الخيرية لشريحة واسعة من المحتاجين والمعوزين في أي مكان.
والمستشفى الميداني الأردني هو إحدى المبادرات الإنسانية الخيرة يقدمه الأردن لخدمة أهلنا في قطاع غزة، وفي كل مكان يقدم من قبل المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات المستشفى الميداني للدول التي تتعرض إلى الكوارث الطبيعية، والإبقاء على استمرار المستشفى في تقديم خدماته الصحية لسكان القطاع جاء في وقته، رغم خروجه عن الخدمة بسبب منع الاحتلال إيصال المساعدات والمعدات واللوازم الطبية، لإمداد المستشفي الميداني وكافة مستشفيات القطاع لكنه مستمر على تقديم ما يستطيع لخدمة الأهالي في القطاع، وتهديد جيش الاحتلال باستهدافه فإنما يدل على العراقيل التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي في وجه أي إغاثة أو مساعدة تعين أهل غزة على تجاوز الأزمة الصحية التي يعاني منها القطاع الصحي جراء الحصار الذي فرضته منذ نحو ستة عشر عاماً.
ومع ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى وجهت العديد من المستشفيات تحذيراتها بمخاطر توقفها عن العمل كلية وعدم مقدرتها على علاج ومداواة المتضررين نتيجة للقصف الإسرائيلي الوحشي المتواصل على جميع القطاعات والمؤسسات والمباني السكنية والمحال التجارية وغيرها بلا استثناء، غرضه المعلن لإزالة أي معلم للحياة في قطاع غزة، ومطالبات وزير الصحة قي القطاع على إبقاء المستشفى الميداني الأردني وعدم مغادرته الأراضي الفلسطينية، يبين أن الأردن ملتزم بأداء واجبه الذي تمليه عليه عروبته ودينه تجاه الأشقاء في غزة وعموم فلسطين، هي خطوة إنسانية توضح عمق الرابط بين الشعب الفلسطيني والأردني، وتمسك الأردن بالثوابت العربية يدفعه إلى تقديم المساعدة والعون الإغاثي المستمر لأهلنا في غزة، وما المستشفى الميداني إلا أحد الخطوات الهامة التي تشكل مدماكاً رئيسياً وداعماً للغزيين الذين يعانون من الحصار ومضايقات الجيش الإسرائيلي على الحواجز وتحويل غزة إلى سجن كبير ، يعاقب سكانها بقطع الكهرباء والمياه بحجج واهية لا يقبلها عقل إنسان لديه ضمير.