سيناريوهات "التهجير" وعلى إسرائيل أن تخافه قبلنا
عباس اليافي
18-10-2023 10:47 PM
تخلق كلمة “التهجير” حساسية للكثيرين، ولكنّ على هؤلاء المتخوّفين، وهذا من حقّهم، أن يحلّلوا الوضع على الأرض، وألا يأخذهم ذلك إلى الخوف والفزع، فالحقائق على الأرض تنفي كلّ ذلك، ولعلّ على الأمر أن يُشكّل خوفاً وفزعاً عند الاسرائيليين أكثر من أيّ طرف عربي، وخصوصاً الأردن.
وبعيداً عمّا قاله الرئيس المصري عن تهجير أهل غزة إلى صحراء النقب، ونظنّها هفوة مايكروفون، فإنّ على الوصول إلى نتيجة التهجير أن يتمّ تدمير المقاومة في غزة، بمختلف تنوعاتها، وذلك أمر ليس صعباً فحسب، بل قريب من المستحيل.
وفي الأردن، فإنّ “التهجير” من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية أمر أصعب بكثير كثير، فالمدن الفلسطينية غربي النهر ملأى بالسلاح، وإذا كنّا لا نملك رقماً مؤكداً عن أعداد الأجهزة الأمنية فهي لا تقلّ عن سبعين ألف رجل مدرّب، ويملكون أسلحتهم الشخصية من مسدسات ورشاشات وهؤلاء يشكّلون الآن عنصر الدفاع عن السلطة الفسطينية، وفي التقدير أنّهم سيعودون حينها إلى الدفاع عن قواعدهم الأساسية وحماية الشعب الفلسطيني، وسنكون أمام حرب داخلية لن نستثني منها عرب ٤٨.
سيناريوهات التهجير من فلسطين تكاد تكون مستحيلة، فإسرائيل التي تمّ احتلال بعض جنوبها خلال يوم، يمكن احتلال أكثرها خلال أيام، وإذا تطلّب الأمر حرب شوارع فهي الخاسرة حتماً، وقد يكون البحر هو المكان الوحيد للجوء الاسرائيليين.
هذا سيناريو آخر قد نستبعده من تحليلنا، الآن، ولكنّه يترسّخ في عقل إسرائيل الباطن، باعتباره ممكن الحدوث في أيّ وقت، لأنّ ذلك الكيان الغاصب المغتصب يُظهر من عجز القوّة ما لم يكن له أيّ حساب، وإذا كانت تقف في هذه الأيام على رجل واحدة مع صواريخ المقاومة، فستفقد الرجل الثانية مع سيناريو يُعيدها إلى “الهجرة” وترك البلاد!
نتحدّث هنا عن الداخل، فماذا عن الخارج، حيث الجيش الأردني القادر الجاهز على الجبهة، والجيش المصري الجاهز أيضاً، وأيضاً لبنان وما تملكه المقاومة والجيش، ولا نُغفل أنّ كلّ الجيوش العربية التي تستحوذها كلّها عقيدة نصرة فلسطين، ويمكن تجمّعها في وقت قصير، ولا نظنّّها ستقصّر في حرب دامية كبيرة.
على إسرائيل أن تخاف من نظرية التهجير، لا نحن، وإذا كان للدماغ الاسرائيلي ومعه الأميركي والغربي أن يرجح للعقل فعليه السكوت في أقرب وقت، وأن يكتفي بذلك القتل المجاني المجرم، لأنّ ما سيكون في انتظاره الدمار، وللحديث بقية!