الملك والأردن وفلسطين والدبابير الالكترونية وغيرها!
باسم سكجها
18-10-2023 06:59 PM
ليس ما نكتبه الآن مجرّد كلام في الهواء، أو “كليشيهات” ترويجية، بل هو الحقيقة المؤكدة للجميع، ليس فقط للشعبين الأردني والفلسطيني، بل يعرفه العالم كلّه، فالأردن هو الوحيد الذي وقف دون كلل ولا ملل مع القضية الفلسطينية، وليس سرّاً أنّه تجاوز الموقف الفلسطيني الرسمي في كثير من الأوقات.
الملك عبد الله الثاني كان يضع فلسطين قبل الأردن في زياراته لأنحاء العالم، خلال السنوات العشرين الماضية، ولعلّ هذا ما أثار تساؤلات وهمسات في الأردن نفسه، وحين ألقى خطابه الشهير في الكونغرس قبل سنوات وسنوات كان العنوان فلسطين، وإدانة إسرائيل، ويمكن القياس على ما جرى قبله وبعده.
وهل من الأسرار المعلنة أنّ بنيامين نتنياهو ظلّ يُصعّد في جرائمه في اليوم التالي لزيارته للأردن، مع أنّ الاتفاقات تؤكد على التهدئة، في محاولة يائسة بائسة للتشكيك في الأردن، وهل ننسى ما جرى بعد اجتماعات العقبة؟
علينا أن نتذكّر كيف كان الاعلام الغربي يستنفر بأخباره وتحليلاته ومقالاته ضدّ الأردن، وهل ننسى كيف كانت وما زالت الدبابير الالكترونية تتكالب ضدّ الملك والأردن في أيّ نشاط ملكي أردني يؤكد على همجية إسرائىل، وحلّ الدولتين، وخصوصاً حول المسجد الأقصى والوصاية الهاشمية.
وهناك، الآن، وكما كانت العادة، دبابير الكترونية تفعل أكثر ممّا كانت تفعله من قبل، وهي بالملايين كما يلاحظ الجميع، في حسابات وهمية واضحة، وتهدف إلى النيل من صورة الأردن، خصوصاً وأنّ بلادنا موحّدة والهدف تفكيك هذه الوحدة.
علينا أن ننتبه، وألاّ ينجرّ البعض منّا ولو بحسن نية، إلى هذا الضباب المقصود، ولأيّ من هؤلاء نقول إنّ أوّل من سمّى ما يجري بجرائم حرب حتى قبل مجزرة المستشفى المعمداني هو الملك عبد الله الثاني، وأنّ أوّل زعيم عربي منع زيارة رئيس أميركي لبلاده هو الملك عبد الله الثاني، والكثير من المواقف البطولية المتراكمة من أجل القضية الفلسطينية…
هناك، بالطبع، من يحبّ لنا أن نجلد أنفسنا، من أجل مصالح سياسية شعبوية معيّنة، وهذا لا يعني سوى اللعب بالنار، في وقت لا تحتاج فلسطين منّا سوى أن نواصل موقفنا التاريخي، وندافع أيضاً عن أنفسنا، وكما قال وزير خارجيتنا أيمن الصفدي قبل قليل أمام مجلس النواب: الأيام المقبلة أصعب ممّا نتخيل، والتهجير ليس مستبعداً، وعلينا بالطبع أن ننتبه إلى كلام وزير الداخلية عن حساسية الوضع الأمني الداخلي، وفي مطلق الأحوال، لا نقول سوى: حمى الله غزة وفلسطين والأردن الذي هو الجدار المنيع…
يبقى أنّ ما قاله الرئيس الأميركي حول مجزرة المستشفى مجرّد كلام في الهواء، يحمل من الحقارة الكثير، ويبقى أيضاً أنّ الفيتو الاميركي على مشروع قرار ضعيف أصلاً، يحمل من الحقارة أكثر، ويبقى أخيراً أنّ حالة التوحّد الأردني وراء موقف الملك والحكومة ومجلس الامة يستأهل الفخر، خصوصاً وأنّ العلم الفلسطيني هو الذي يعتلي الرايات والسيارات في المدن الأردنية، فالأردن يقول: فلسطين عربية، وللحديث بقية!