المستشفى المعمداني والمسيرات والأجهزة الأمنية
د. ابراهيم العموش
18-10-2023 02:26 PM
جريمة نكراء وليست بغريبة على الكيان الصهيوني ذو التاريخ الحافل بارتكاب المجازر بحق الشعب العربي الفلسطيني منذ ولادة هذا الكيان الغاصب.
جميعنا يعرف مذبحة دير ياسين عام ١٩٤٨ ومذبحة كفر قاسم عام ١٩٥٦ ومذبحة صبرا وشاتيلا عام ١٩٨٢ وغيرها الكثير، هذا الكيان الغاصب نشأ على باطل واستمر على باطل حتى يومنا هذا، فلا مكان للمواثيق الدولية في قاموسه ولا يريد أن يفهم معنى قرارات الشرعية الدولية.
للأسف الشديد شيدت أركان هذا الكيان بسواعد اوروبية وامريكية وتم تعزيز قدرات القتل لديه باسلحة اوروبية وامريكية، وما زال الغرب المنافق يصفق لجرائم هذا الكيان ويمنحه الشرعية الكاملة في قتل المدنيين العزل، قصف وتدمير المستشفى المعمداني بغزة وقتل من فيه من النساء والأطفال والمرضى جريمة لا تقبلها الإنسانية ولا تقرها المواثيق الدولية، واعتاد الكيان الصهيوني على الكذب للتهرب من مسؤولية عقوبتها قد لا تصل، في ظل عالم منافق مغرض، حتى لدرجة الاستنكار، لن يكون بالإمكان محاسبة إسرائيل على جرائمها واكاذيبها طالما انها ربيبة امريكا والكثير من الدول الغربية.
فور انتشار خبر قصف المستشفى المعمداني بآلة القتل الصهيونية سارع جيش الاحتلال لانكار تورطه في ارتكاب هذه المجزرة زاعما انها ناتجة عن صاروخ اطلقته إحدى فصائل المقاومة وأخطأ هدفه متناسيا انه قد طلب من الفلسطينيين قبل ثلاثة أيام إخلاء المستشفيات بهدف قصفها، هذا الطلب الذي نشرته الصحف الإسرائيلية واستنكرته منظمة الصحة العالمية لما فيه من خرق واضح لقواعد القانون الدولي الانساني، ويلهف المنافقون وراء زعم جيش الاحتلال إلى أن وصل الأمر بالرئيس الأمريكي ليقول أن من قام بتفجير المستشفى يبدو أنه الطرف الآخر وليس إسرائيل.
محلياً، دان جلالة الملك بأشد العبارات الجريمة النكراء التي ارتكبتها إسرائيل بحق المستشفى والمقيمين فيه وأكد مرارا وتكرارا على أن جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني لا يجوز أن تمضي دون حساب أو مساءلة، كما أكد الف مرة على أن الاردن لن يقبل بتهجير الفلسطينيين من أرضهم وانه لا محل ابدا لطرح الوطن البديل الذي تحلم به إسرائيل.
تزامناً مع تحركات جلالة الملك واتصالاته بقادة العالم لحشد التأييد لوقف هذه الحرب البربرية الهمجية، انطلقت مسيرات حاشدة في عمان ومختلف مدن المملكة منددة بجرائم الاحتلال الصهيوني، هذه المسيرات رعتها الاجهزة الأمنية ووفرت لها الحماية الكاملة.
المسيرات السلمية مكفولة بالدستور ولا منازع في ذلك، غير أن هناك فئة قليلة وجهت لاجهزتنا الأمنية اساءات لفظية نرفضها ونستنكرها ولا يقرها القانون وتتجاوز مفهوم المسيرات السلمية ومراميها ومبتغاها، أفراد وضباط الأجهزة الأمنية دورهم الحفاظ على سلامة الموطن وأمنه وسلامة الممتلكات العامة والخاصة، أفراد وضباط الأجهزة الأمنية هم أولادنا واخواننا وآباؤنا وأبناء جلدتنا ومن العيب الإساءة لهم او التقليل من دورهم في الحفاظ على الأمن العام والسلم المجتمعي، وعلينا جميعا تسهيل مهامهم في أداء واجبهم المقدس، وعلينا أن نكون يداً واحدة في هذه الظروف العصيبة، وموقف الاردن من القضية الفلسطينية يعرفه القاصي والداني وليس لأحد أن يزاود على الاردن ووقوفه الى جانب الأشقاء الفلسطينيين منذ ما قبل نكبة عام ١٩٤٨.
حمى الله الاردن أرضاً وشعباً وقيادة..