دموع تذرف ومشاعر تؤجج وأحزان ترتقي وعجز يبرز، أمام الجرائم الوحشية على قطاع غزة، أوصافا تنطبق على كل فرد عربي مسلم في مشارق الأرض ومغاربها تصف عجزه وضعفه وقلت حيلته تجاه نصرة الأطفال والنساء في قطاع غزة، وتأجج الأمر مع جريمة نكراء باستهداف موطن الأمن والعلاج مستشفى المعمداني، في حادثة تعتبر وصمة عار في جبين المروءة العربية المعهودة.
لا يفل الحديد إلا الحديد، حكمة قيلة في سالف الزمان، ولا بد من تطبيقها الآن، انتهت لغة السياسة والسلام من يقتل أبنائنا ونسائنا ومستضعفينا بغير هوادة لا ينفك عن عمله الجبان إلا بلغة القوة، لا نريد اجتماعات مغلقة ولا نريد تنديدا واستنكارا، نريد انفجارا يثور في وجه أحفاد القردة والخنازير، عندما تنتهك الإنسانية تصمت لغة الحوار وتدعو نواميس الكون لنبذ هذا الخرق العارض.
بعد بضعة أيام ونيف من هذا العدوان الغاشم، اتضح لنا أن الصمت وأذرعه السياسية عاجزة عن ردع آلة الإحتلال الهوجاء، واليوم مطلب الشارع العربي الإسلامي يتمثل بالدعوة لوقف هذا الإجرام الوحشي مرتهنا بمدة محددة من الزمن، اليوم لا مجلس للعجوز الخرف بيننا، الذي قدم مظلة غربية لهذه الجرائم الوحشية ناقضا بديمقراطيته وليبراليته الأيدولوجية التي افرزته رئيس لأمريكا.
اليوم لا بد وأن تكون أصوات صرخات الشهداء وصورهم قد أيقظتنا من سباتنا العميق، ما هذا العجز الذي وصلنا إليه؟!، أمة عربية لها تاريخ في قيم البطولة والشجاعة تعجز عن نصرة أطفال ونساء.
انطلاقا من حديث النبي صل الله عليه وسلم: (الخير فيا وفي أمتي إلى يوم الدين)، إننا نستبشر الخير بأقطارنا من هذه اللحظة لإعادة النظر بمسايسة هذا الكيان الناقض للعهود عبر التاريخ، والانتصار للمستضعفين في القطاع، إننا نتكلم بخطاب إيجابي بعيد عن جلد الذات نؤكد على أن أحزاننا واحدة كأمة عربية واحدة بقادتها وشعوبها وأراضيها، ونتمنى تحركات عربية فيها من نصرة المستضعفين ونبذ الجرائم الوحشية عليهم، ولا نقول إلا ما جاء بكتاب الله: (وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل).