facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




طوفان الأقصى .. الحرب العسكرية والنفسية للمقاومة الفلسطينية


د. حمزة الخدام البلاونة
17-10-2023 04:26 PM

إن المتتبع العلمي والمتخصص في المجال العسكري يلاحظ أن فصائل المقاومة الفسطينية قد شنت حرب عسكرية وأخرى نفسية على الكيان الصيهوني يوم السبت في السابع من تشرين أول لعام 2023 توافرت فيها مجموعة من المتطلبات والمرتكزات التي جعلت منها حرباً عسكرية نفسية مؤثرة ويمكن حصر هذه المتطلبات والمرتكزات بما يلي:

- ارتكزت الحرب العسكرية والنفسية للمقاومة الفلسطينية في غزة على سياسة محددة الأهداف: حيث أعلنت فصائل المقاومة في بداية عملية طوفان الأقصى أن هناك أهدافاً رئيسية للسياسة العسكرية والنفسية للمقاومة تتحدد بالآتي:-

أ) تم الإعلان عن بدء عملية طوفان الأقصى ردًّا على الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المَسْجِدِ الأقصى المُبَارك واعتداء المُستوطنين الإسرائيليين على المُواطنين الفلسطينيين في القُدس والضّفّة والدّاخل المُحتَل.

ب) إضعاف وخلخلة العقيدة القتالية للجيس الاسرائليي حيث وجهّت المقاومة ضربة قاسية وكبيرة لعقيدة الجيش الإسرائيلي القتالية، وأدت إلى تهشيمها وخلخلة القواعد التي قامت عليها وبات الكيان الصهيوني يواجه خطراً وجودياً لا يمكن تداركه بسهولة.

ج) إضعاف الجبهة الداخلية في اسرائيل وهو الامر الذي حق نتائج على ارض الواقع فقد شاهدنا على القنوات الإخبارية المظاهرات التي نفذها الاسرائيليون المطالبون برحيل رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو.

د) فرض واقع سياسي وعسكري جديد ومتطور في قطاع غزة مما يساهم في الضغط على الحكومة الاسرائيلية وقادة الجيش الإسرئيلي بقبول شروط المقاومة المسلحة وعلى رأسها عدم المساس بالمسجد الأقصى والمقدسات الشريفة و إخراج الأسرى الفسطينيين من سجون الاحتلال وتبيضها على المدى المتوسط أو البعيد وبالشروط التي تحددها المقاومة الفسطينية وعلى رأسها حركة حماس.

- ترتكز الحرب العسكرية والنفسية للمقاومة الفسطينية في قطاع غزة على المعلومات الاستخبارية الشاملة التي تساعد رجل الحرب النفسية على تحديد هدفه بدقة ووضوح، وعلى معرفة الفئة المستهدفة ، والزمان والمكان، وقد اعتمدت الحملة العسكرية والنفسية لفصائل المقاومة على معلومات إستخبارية دقيقة، أُعِدَّت قبل عملية طوفان الأقصى. فحددت الأهداف، وفصلت كلاً منها، وتم وضع خطة دقيقة لاستدعاء 3 آلاف مقاتل للحرب و1500 لعمليات الدعم والإسناد دون أن يتمكن العدو الصهيوني من اكتشاف ذلك، كما تم العمل على تحليل منطقة العمليات المستهدفة بالحرب مثل الأرض والطقس وتأثيرهما.

- ارتبطت الحرب النفسية لفصائل المقاومة ارتباطاً وثيقاً بالإستراتيجية الكلية لمعركة طوفان الأقصى حيث تم التنسيق بين الحرب النفسية لفصائل المقاومة ، وبين الإستراتيجية العسكرية لأنها كلها مرتبطة بالسياسة العامة لحركات المقاومة في غزة وتتوجه إلى الهدف نفسه (العدو الصهيوني) وحلفائه المؤيدين له. فالحرب النفسية الموجهة إلى منطقة ما ترتبط بالنشاط العسكري في تلك المنطقة وهذا بطبيعة الحال يعني أن الحرب النفسية تخدم الإستراتيجية العسكرية لفصائل المقاومة حيث سارت معها ما زالت مستمرة.

- اتسمت الحرب النفسية لحركات المقاومة بعدد من المميزات التي ساعدتها في تحقيق أهدافها وفي المعركة على غلاف غزة اتسمت الحرب النفسية الإستراتيجية لحركات المقاومة السرية، والتضليل أي (تضليل الجيش الاسرائيلي ) بالإضافة إلى ميزة عنصر المفاجأة الذي قامت به المقاومة الفلسطينية في غزة عند إطلاقها عملية طوفان الأقصى لم يقتصر على الكيان الصهيوني فحسب، بل امتد إلى غرف البنتاغون الأميركي، الذي عبر بعض المسؤولين فيه عن إحباطهم من الفشل الإستخباراتي الذريع أمام قدرات المقاومة الفلسطينية ولا يخفى على أحد أن الحرب النفسية والعسكرية في عملية طوفان الأقصى اتسامها بعنصر التنظيم حيث تم الإعلان عن أن الخطة الدفاعية للمقاومة في غزة كانت جاهزة قبل أن يبدأ الهجوم الكبير، وهي أقوى بكثير من الخطة الهجومية.

بشكل عام لقد استطاع الحرب العسكرية والنقسية في عملية طوفان الأقصى تطبيق مبدأ الحرب " المبادأة " حيث كانت المبادرة كاملة في أيدي فصائل المقاومة ، وكان لديها استعداد كامل لتلك العملية ، مع تصور كامل لكيفية بدئها ومسارها ومراحلها. وخلال الإعداد لهذه العملية حرصت فصائل المقاومة على تحصين جبهتها الداخلية على أساس مواجهة أسوأ الاحتمالات والتركيز على التشبث في الأرض وعدم مغادرتها مهما كانت الظروف هذا من جانب ، ومن جانب آخر طبقت فصائل المقاومة مبدأ: "لا تقاتل العدو طبقاً لشروطه، بل طبقاً لشروطك أنت وظروفك". وهذا يعني توجيه رسالة واضحة للعدو الصهيوني بأن الدخول في معركة برية مع فصائل المقاومة سيكلفها المزيد من الخسائر في الأرواح والمعدات ، وما يمكن أن يتسبب لها في خسائر كارثية.

لقد استطاعت الحرب العسكرية والنفسية التي شنتها كتائب المقاومة الفسطينية أن تألب الرأي العام الاسرائيلي على حكومة (النتنياهو) على المستوى الشعبي والمستوى الرسمي وهو الأمر الذي اتضح من خلال مهاجمة العديد من الصحفيين والكتاب الاسرائليين الحكومة الإسرائيلية حيث تم اتهامهم بالاخفاق والفشل الاستخباراتي، معتبرين أن التزامن بين العمل العسكري والسياسي في قطاع غزة كان منقوصاً؛ كما أن إسرائيل لغاية الآن لم تستطيع الوصول إلى الأسرى الإسرائليين أو الوصول إلى تسوية بشأنهم ومما زاد الأمور سوءا أن اسرائيل من خلال قصفها العنيف لقطاع غزة قتلت حوالي (22) أسير اسرائيلي كما أعلنت عن ذلك كتائب المقاومة وقد دعا الكتاب والمحللين الإسرائليين في الصحف الإسرائيلية إلى ضرورة محاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي(النتنياهو)

لقد لقنت المعركة النفسية والعسكرية في عملية طوفان الأقصى درسا لن ينساه أبدا حيث بلغت الخسائر منذ اليوم الأول حتى اليوم الخامس من المواجهات نحو (1200) قتيل اسرائيلي وفق وسائل الإعلام الإسرائيلية، بينهم عسكريون برُتب متفاوتة، ومستوطنون، مع إصابة أكثر من (2500) آخرين، كما احتجزت المقاومة الفلسطينية أكثر من (200) رهينة إسرائيلية، في عملية نوعية أدت إلى نزوح جماعي للمستوطنين بالآلاف من غلاف غزة وهذا إن دل على شئ يدل على الفشل الاستخبارتي لاسرائيل من جهة ، وتطور العمليات النوعية لفصائل المقاومة الفلسطينية.

* أستاذ علم الاجتماع والحرب النفسية

al_khaddam80@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :