غزة والدبلوماسية الأردنية
د.مخلد البكر
17-10-2023 09:02 AM
لا شك بان الاحداث التي يدور رحاها الان على تخوم غزة هاشم تحتاج من الجميع التكاتف صفا واحدا والوقوف الى جانب الاشقاء هناك حيث تنال منهم آلة الحرب الاسرائيلية وتمعن فيهم قتلا وتدميرا وتشريدا وتهجيرا.
وهنا يبرز كالعادة دور الدبلوماسية الاردنية التي كانت ولا زالت وستبقى صاحبة دور ريادي معهود في جميع احداث المنطقة على مدار عقود مضت.
تلك الدبلوماسية التي ارسى ركائزها ووضع اركانها وزرع بذور نجاحها راحلنا العظيم جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله، دبلوماسية اتخذت من المصداقية والشفافية والوضح، دبلوماسية تتكىء على الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة اساسا لها.
واليوم نرى ونتابع باهتمام شديد تلك الجهود الحثيثة التي تبذلها الديبلوماسية الاردنية بقيادة حامل لوائها جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين، دبلوماسية كانت ولا زالت و ستبقى الى جانب جميع قضايا العرب العادلة وعلى راسها قضية الامة الاولى وقضية الهاشميين المقدسة – القضية الفلسطينية – والجهود التي يبذلها الاردن في اثناء الحرب على غزة تؤكد بان الدور الاردني لازال يحتفظ باهميته، ذلك ان الادوار الحقيقية للدول تظهر في اثناء الازمات والاحداث الجسيمة والحروب، واهمية الدور تقاس بحجم الحراك الذي تسهم فيه الدول في هذا الاطار، والحراك الدبلوماسي الاردني لم يهدأ مذ بدات العمليات العسكرية، دعما لحقوق الاشقاء الفلسطينيين في ان يعيشوا على ارضهم آمنين، تلك الحقوق التي تؤكدها الشرعية الدولية والقانون الدولي ومنظمات حقوق الانسان وجميع الاحرارفي العالم.
وحديثنا هنا ليس عن العدالة المفقودة في عالم يدعي الديموقراطية ويدافع عن حقوق الانسان عبر شاشات الفضائيات ويفعل العكس تماما في الغرف المغلقة، وانما عما يمكن لنا ان نفعله عبر ادواتنا الديبلوماسية في ظل هذا العالم الغارق في براثن معايير مزدوجة ظالمة لا تعترف بحقوق الضعفاء.
اننا في الاردن نفخر بهذا الوطن الذي كانت طائرة مساعداته اولى الطائرات التي تهبط في قطاع غزة قبل اي كان في هذا العالم.
فغزة اليوم لا تحتاج الى شباب تحترق قلوبهم على ما يروه من احداث لكي يقتحموا الحدود بعاطفتهم وهم غير مؤهلين ولا مدربين على القتال، صدورهم عارية فهذا هو الانتحار بعينه، ان الجهاد من اجل تحرير فلسطين لن يكون بالعاطفة والتصرفات غير المسؤولة والفيصل بيننا وبين هؤلاء الشباب الغيورين - الذين لا نشك في نواياهم – هو رأي العلماء والفقهاء فهم من يوضحون لهم خطا ما يصنعون.
غزة الحبيبة الان تحتاج منا الدعاء ومن صناع القرار في كل العالم الحر لان يسهم في وقف القصف عنها ووقف القتل العشوائي والتدمير الممنهج لكل ما فيها وآلاف الاطنان من المتفجرات التي تلقى على رؤوس المدنيين هناك، وان لم ننجح في فعل ذلك عبر الجهود الديبلوماسية فسيبقى الاطفال في غزة والنساء والشيوخ تحت رحمة نيران الكيان الصهيوني.
فألف ألف تحية للدبلوماسية الاردنية ولجهود جلالة الملك عبدالله الثاني، ونسأل الله ان يبارك في هذه الجهود لتصل الى مبتغاها في حماية اهلنا في غزة.