تحولات المشهد الفلسطيني الإسرائيلي
د. م. محمد الدباس
17-10-2023 07:36 AM
لا أحد ينكر بأنه لن يكون هناك رجوعا في المشهد الفلسطيني-الإسرائيلي لما كان الوضع عليه قبل السابع من هذا الشهر؛ فالنظرة العامة لهذا المشهد تبين بأن "قواعد الإشتباك" قد تغيرت، وأن محور المقاومة من قبل "حماس والجهاد الإسلامي" قد فرض نفسه على مجريات القضية الفلسطينية.
جهود (الملك) شكلت قوة ضغط للدبلوماسية الأردنية بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، وذلك من خلال اتصالاته الحالية لوقف التصعيد والتحذير من تداعياته على أمن المنطقة في ظل غياب حل عادل وشامل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وكذلك تأكيده لوقف التصعيد في غزة وتخفيف المعاناة عن السكان، ورفض محاولات التهجير القسري للفلسطينيين.
يؤكد (الملك) دوما بأن تحقيق الأمن في الأراضي الفلسطينية لن يتم إلا بتسوية شاملة، تضمن حقوق الشعب الفلسطيني ضمن دولة مستقلة تحافظ على كرامته وحقوقه، وأضيف بأن قوة إسرائيل العسكرية لم ولن تضمن لها الأمن والإستقرار، فلا حروبها السابقة استطاعت اخضاع الفلسطينيين؛ لا بل على العكس من ذلك فإن للمقاومة الفلسطينية حاليا قوة الردع والرد؛ كما أن أولى عمليات التحول اللوجستي وهي (المبادرة) أصبحت الآن بأيديهم لأي حلول مستقبلية.
وخلاصة القول؛ فإن هناك تخوفا اسرائيليا من البدء في أي عمل بري في غزة، وقد تعزى أسبابه لما يلي:-
1- الخوف من حدوث أعمال استباقية للمقاومة قد تحصل في أي وقت على الجبهة اللبنانية، مما يعني فتح جبهتين لا حمل لإسرائيل بمجاراتهما وقد يستنزفها، وهو ما يدعو القادة المؤثرين لإحتواء هذا الصراع ولعدم تهديد أمن المنطقة.
2- إن التجربة الأمريكية في أفغانستان وصعود طالبان للحكم فيها هو ما يؤرق الإسرائيليين، وله دلالات خطيرة قبل الهجوم البري على قطاع غزة نظرا لخوفهم من المجهول.
بقي أن أقول بأن الأيام القليلة القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت، والأحداث السياسية والعسكرية القادمة للمنطقة.