انعقدت العديد من المؤتمرات الدوليه والاقليميه وذلك تحت شعار مكافحه الارهاب والتي تم فيها اتخاذ العديد من الاجراءات والقوانين في اطار مواجهه الارهاب عبر العالم ولكن في كل تلك المؤتمرات لم نجد من يتطرق الى سبل وطرق ووقف الارهاب الاقتصادي الذي تمارسه دوله الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني الذي احتلت ارضه وشردت اهله والتي لازالت تمارس الارهاب بشتى وسائله وابشع صوره من القتل والاغتيالات والقمع والاعتقالات هذا بالاضافه الى ماتمارسه يوميا من ارهاب اقتصادي منظم بحق الشعب الفلسطيني على ارضه.فدوله الاحتلال الصهيونيه لازالت مستمره ومتواصله في ارتكاب ابشع المجازر بالتها العسكريه وكذلك افظع المجازر الاقتصاديه بحق الشعب الفلسطيني على ارضه المحتله والذي اتخذ وسيتخذ عدة اشكال والتي منها على سبيل المثال هدم وتجريف البيوت وتشريد القاطنين بها مع علمنا بمدى اهميه وحيويه ومكانه بيت الاسره الوحيد وبخاصه ان صاحبه قد قضي طوال عمره في تجميع تكلفته لتاتي الجرافات الاسرائيليه وفي ثوان لتقوم بهدمه وتجريفه وتسويته بالارض وماذا يمكن ان يقال عن ذلك ؟
وماذا يقال عن استمرار تقطيع اوصال المدن والقرى وهدم البنيه التحتيه للمدن والقرى الفلسطينيه وممارسه منع الاستيراد والتصدير لمنتوجات وخيرات ارض فلسطين والتي يعتاش منها جموع المواطنين واسرهم وكل ذلك بهدف تجويع الموطنين وقهرهم ومحاوله تركيعهم والقبول بالاستسلام لسياسات العدو والتخلي عن حقوقهم المشروعه وماذا يقال عن منع المواطنين من العمل وهم لا يملكون من وسائل العيش الا مايقبضونه من عملهم اليومي وكل ذلك بهدف محاربتهم حتى في لقمه عيشهم وعيشة ابنائهم .
وماذا يقال عن خلع وتقطيع اشجار الزيتون المباركه وهم بكل تاكيد يعلمون مدى اهميتها المعنويه والاقتصاديه للعديد من الاسر حيث لادخل لهم الا ماتدره هذه الشجره من زيتونها وزيتها وان ما نشهده كل صباح ومساء من مجازر وفظائع اقتصاديه بحق الشعب الفلسطيني يعتبر بحق على نفس مستوى الارهاب العسكري وحمامات الدم الصهيونيه التى مورست ولا زالت تمارس ايضا بحق الشعب الفلسطيني.
وماذا يسمى تواصل الاحتلال ونهب ثروات الشعب العراقي تحت مسميات مختلفه وبحجج اعاده الاعمار والتعمير وما سبق ذلك من حصار اقتصادي استمر للعديد من السنوات وماكان ماله من نتائج فتاكه على حياه وصحه وتعليم ابناء الشعب العراقي والذي تؤكد كل التقارير الصادره عن عدة جهات دوليه محايده ان الحصار الظالم قد تسبب في وفاة واعاقه مئات الانفس البشريه هذا الموت البطيئ المقصود والمخطط له بكل عنايه ودراسه مسبقه الا يعتبر ارهابا ويتوازى مع الاحتلال العسكري المباشر والذي يتواصل على ارض العراق وماله من اثار انسانيه واقتصاديه واجتماعيه وغيرها.
وماذا يمكن ان يقال عن انتشار سياسات الرشاوي بحيث اصبح هناك مايسمى بعولمه الرشوه واستخدام الاقتصاد كوسيله ارهاب وضغط وابتزازعلى العديد من الجمعيات الخيريه والانسانيه والقوى الساعيه الى التحرر من نير الظلم والاحتلال وحتى على العديد من الدول من اجل جرها الى مساعدة الدوله العظمى في العالم من اجل جوها الى المستنقع الذي اوقعت نفسها به في العراق وكذلك في محاولاتها المتواصله على العديد من القوى والدول ايضا بهدف تركيعها لكي تكون منسجمه مع سياساتها وتدور في فلكها فتهديد العديد من الدول وحكوماتها بانها اذا لم تسير وفق واهواء معينه فانها لن تحصل على ايه مساعدات بل ستقطع ماهو موجودا واكثر من ذلك فانها ستلاحق بشر ها وهذا ما رايناه ايضا بكل جلاء ووضوح في عرض المكافئات الماليه والاقتصاديه على العديد من الدول بهدف جرها الى سياساتها العدوانيه الحمقاء .
وما سمعناه و نستمر في سماعه بين فتره واخرى عن نشر قوائم وذكر اسماء هنا وهناك بهدف تجميد اموالهم و بدون اي دليل وبدون ايه محاكمه ولا براهين ومايمارس تحت مسميات مختلفه هو في حقيقه الامر ارهابا اقتصاديا يمارس على الاخرين بدون ايه دلائل وبدون ان يترك للدول المعنيه من مواجهه ايه مخالفات اقتصاديه قد تكون مورست من هذه الجهه او تلك واكثر من ذلك اصبح على العالم كله ان يسير في فرض العقوبات بدون ايه مناقشات او حتى الاعتراض عليها والا اصبح ارهابيا يوتجب معاقبته وملاحقته بكل الطرق.
ان ما شهدناه وسنشهده في الاعوام القادمه هو تكريس استخدام الاقتصاد واستغلال حاجات وقوت الاخرين لتحقيق اهدف ومطامع واغراض سياسيه معينه ولمصلحه اطراف لا يهمها مصالح وتطلعات الاخرين والتي بنتيجتها النهائيه لها اثار مدمره على الحياة البشريه والمعنويه والماديه على الاطفال والشيوخ والنساء والبنيه التحتيه وقطع وخلع الاشجار والتحكم في موارد الدول والشعوب ومقدراتها ومايخلفه كل ذلك من اثار ونتائج كارثيه لا يختلف كثيرا عن نتائج سياسه البطش والقتل باله ا لحرب العسكريه وذلك انسجاما مع مايقال ان قطع الارزاق من قطع الاعناق وخير دليل على ذلك هو الحصار الاقتصادي ووقف المساعدات الذي مورس ضد الشعب الفلسطيني.
ان عقلاء العالم اجمع مدعوه اكثر من اي وقت لان تضع حدا لكافه اشكال الارهاب ومسبباته وعلى راسها الارهاب الاقتصادي الذي تعاني منه الشعوب التي ابتليت بالاحتلال والقمع وكل مايرافق ذلك من سلب لحريتها بالعيش الكريم ونهبا لثرواتها التي هي حق فقط لابنائها وفي نفس الوقت فان على كل من يمارس الاحتلال او يسانده التوقف عن ذلك حتى تتمكن شعوب الارض العيش بسلام ووئام .
salabsi@yahoo.com