عمون - النظرية الواقعية في التربية تأتي كمفهوم يهدف إلى تحقيق توازن بين النظرية المثالية في التربية والتي كانت تؤكد على دور العقل كمصدر للحقيقة الوحيد. تسعى النظرية الواقعية إلى إظهار أهمية البيئة والمجتمع المحيط بالفرد في تكوين شخصيته وتطور عقله. تعتمد النظرية الواقعية على عدة مبادئ منها:

نمو العقل: تؤكد على أن العقل ينمو ويتطور من خلال التجربة والتفاعل مع المجتمع والبيئة، ولا يوجد قوى فطرية موروثة قبل الولادة.

دور الفرد: تركز على دور الفرد كأساس لكيان المجتمع، وتؤكد على أهمية حريته الفردية وحقوقه في تحقيق التنمية الشخصية، مما ينتج عنه تقليل سلطة الحكومة.

التربية كعملية تدريب: تنظر إلى التربية كوسيلة لتدريب الفرد على العيش في المجتمع وتنمية معايير خلقية للحقيقة والمنطق.

الاهتمام بالتفرد: تؤكد على أهمية معالجة الفروق الفردية بين الطلاب والتعامل معهم بشكل فردي.

التدريب الجسدي: تولي اهتمامًا بالتدريب الجسدي وبناء الجسم الصحيح لتعزيز القدرة على التفكير الصائب.

أساليب تدريسية مناسبة: تسعى إلى تطوير أساليب تدريسية مناسبة للمتعلم تساعده في التفكير والتطور في الحياة العملية.

تنمية شخص متسامح: تهدف إلى تنمية شخصية متسامحة وخلوقة تستطيع التعايش مع المجتمع بشكل جيد.

مع ذلك، يُلاحظ أن هناك انتقادات موجهة للواقعية في التربية، مثل تجاهلها للجوانب الروحية والعاطفية للفرد، والتركيز الزائد على الجوانب المادية، والاعتماد على الأدوات المادية لاكتساب المعرفة. لذلك، يعتبر البعض أن دمج النواحي الواقعية والمثالية في التربية هو الأمر الأمثل لتحقيق توازن شامل.