سيناريو الاجتياح البري الإسرائيلي في غزة سيواجه الفشل الذريع
د. عبدالله حسين العزام
15-10-2023 06:45 PM
الحديث المتداول عن وجود نية لدى جيش الكيان الإسرائيلي المحتل إلى تنفيذ سيناريو الاجتياح البري لقطاع غزة لإنهاء حماس كمنظمة سياسية مسلحة رداً على عملية طوفان الأقصى الجهادية التي نفذت في السابع من أكتوبر- تشرين الأول الجاري، على جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي استهدفت خلالها أكثر من 1200 مستوطن إسرائيلي واحتجزت المئات كرهائن، يواجه في الداخل الإسرائيلي اتجاهين الأول اتجاه يعارض ويشعر بالقلق والرعب والخوف مما سيحدث نتيجة هذا القرار، والثاني اتجاه انتحاري أعمى يقوده الفاشيون كنتنياهو وغانتس اللذان لا تعنيهم حياة الفلسطينيين ولا حياة الإسرائيليين في آن!
واقعياً من الناحية السياسية والعسكرية أسقطت عملية طوفان الأقصى، هيبة جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل الكيان المحتل وكقوة لا تقهر على الصعيدين الإقليمي والدولي، بعد الفشل الذريع استراتيجيا وعسكرياً واستخباراتيا في مواجهة العملية.
ولعل الاجتياح البري المزمع الذي يلوح به جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر وسائل الإعلام وإن كان يتم التحضير له على الأرض على نحو نشر 300 ألف جندي على الحدود، ربما لن يحدث على أرض الواقع، كونه سيهدد المصالح الأمريكية الأساسية في الشرق الأوسط، وفي أوكرانيا، وفي منافسة واشنطن مع الصين على النظام في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ما يعني أن إدارة بايدن وبالرغم من الدعم المطلق الذي أظهره البيت الأبيض للأمن الإسرائيلي، ستعمل على توجيه الكيان المحتل إلى أن الاجتياح البري بمثابة خطأ كارثي، وستعمل على مطالبة حليفتها بالامتثال الكامل لقوانين الحرب، والبحث عن سبل لقتال حماس، على نحو لا يؤدي إلى تهجير وقتل جماعي للمدنيين الفلسطينيين الأبرياء، بعدما فشلت الصورة والسردية الإعلامية الإسرائيلية التي تبناها الإعلام الغربي لكسب تأييد الرأي العام العالمي، بعدما أخذ المواطنون الغربيون يستوعبون ما يعانيه الشعب الفلسطيني من القوة الإسرائيلية المحتلة، بالإضافة إلى أن شعوب الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية وغربية اتضحت لها صورة التضليل الإعلامي والدمار الذي تسببه إسرائيل لغزة وللأطفال والنساء، الصورة عالميا الآن تتغير، و دول كثيرة أخذت تغير مواقفها تجاه الممارسات الصهيونية.
علاوة على ذلك فمن المؤكد أن حركة حماس، رسمت استراتيجية مسبقة للرد على ما قد تفكر فيه حكومة الكيان الإسرائيلي كسيناريو الاجتياح البري، ومن المؤكد أن استراتيجية حماس العسكرية في حال تم تنفيذ اجتياح بري، ستعمل على إلحاق خسائر كبيرة بجيش الاحتلال، والسيناريو الأسوأ إن حدث غزو بري للقطاع ، لن يبقى الصراع محصوراً في غزة وسيولد ضغوطاً هائلة في الضفة الغربية، ولن يكون لدى السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس سوى القليل من القدرة أو ربما النية على احتوائها، سيما وأن الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لأراضي الضفة الغربية، والاستفزازات العنيفة من جانب المستوطنين، كان سبباً في دفع الغضب والإحباط لدى الفلسطينيين إلى الغليان، وقد يدفع غزو غزة الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى حافة الانفجار.
أخيراً بلينكن فشل في إقناع العرب، في تمرير مخطط التطهير العرقي في غزة ومن ثم الانتقال إلى التطهير العرقي في الضفة الغربية وترحيل الفلسطينيين إلى الأردن وغيرها من الدول العربية المجاورة وتم صده عربيا بشكل نهائي، كما فشل بلينكن في إقناع الدول العربية باستقبال اللاجئين الفلسطينيين، بغرض حل المشكلة الديموغرافية التي تعانيه إسرائيل!.
أخيراً النصر صبر ساعة وهذا الدمار لا يمكن أن يستمر وإلا فإن المنطقة ككل ستشتعل..!، وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة الأمريكية وبلينكن الذي يمثل الدولة الوحيدة التي تلجم إسرائيل وأقوى طرف للحد من التطرف الإسرائيلي ستعمل على تغيير موقفها وستضغط على الكيان الإسرائيلي لإيقاف المشهد المرعب والمخيف، وإلغاء سيناريو الاجتياح البري! خصوصاً وأن الفشل الذريع سيكون للكيان المحتل وعلى حساب مكانة الولايات المتحدة الأمريكية العالمية ومصالحها الإقليمية.