حبا الله الاردن بنعمة القيادة الهاشمية التي اسهمت برفد منظومة الحكم العالمية بالكثير من المفاهيم والمفردات القيادية ذات الطبيعة الانسانية والاخلاقية ، تمثلت في المكارم والمبادرات الملكية التي جسدت رسالة هاشمية نبيلة افرزت حالة من التناغم والتلاحم بين القيادة والشعب من خلال تسيير قوافل الخير والزيارات الميدانية التي يقوم بها جلالة الملك عبد الله الثاني وتفقده احوال الناس وتلمس احتياجاتهم. وبدا ان نموذج الحكم الهاشمي بابعاده ومضامينه الانسانية والحضارية ، هو ما تحتاج اليه الكثير من الانظمة السياسية الغارقة بازمات سياسية واقتصادية واجتماعية حتى تستطيع الخروج من محنتها وتتلاشى تداعيات الفوضى والاضطرابات التي تعيشها مجتمعاتها.
الشهادات والاشادات التي نسمعها باستمرار من مواطنين عرب واجانب على نعمة القيادة الهاشمية التي ننعم بها وقد وفرت لنا سبل الحياة الكريمة والامن والامان واحترمت آدميتنا وانسانيتنا ، وفتحت امامنا ابواب الحرية والمستقبل والانفتاح دونما قيود او شروط ، الا الترجمة العملية لما نحن فيه من نعمة وكرامة. ولا اظن احدا ينكر هذه الحقيقة الساطعة ، وما تجسده لنا قيادتنا الهاشمية الملهمة من ملاذ امن ووجهة امل نحو غد مشرق عبر تطويعها لكل الظروف والتحديات الحياتية والمعيشية بتواصلها وتفاعلها مع المواطنين وتلمس احتياجاتهم واوضاعهم ، حتى باتت كل قرية او حي او بقعة اردنية ، صغيرة كانت ام كبيرة ، على امتداد مساحة خريطة اردننا الجغرافية والمكانية عرضة لزيارة ملكية تفقدية مفاجئة ، تكون فيها بناسها وسكانها وجها لوجه مع قائد الوطن دون موعد او سابق انذار. فعين الملك لا تنام الا بعد ان تنام اعين مواطنيه.
من هنا فاننا نقول لاصحاب الابواق والاصوات الناعقة والحاقدة التي تصدر من هنا وهناك عبر وسائل اعلامية خارجية مغرضة ، ما يحدث في دول الجوار او الاقليم لا ولن ينسحب على الاردن. بل على العكس تماما لو ان هذه الدول اخذت بنموذج الحكم الاردني الهاشمي وطبقته في مجتمعاتها ، لما تعرضت لهذه المحن والثورات الشعبية الاحتجاجية التي قامت لاسباب معيشية وانسانية من اجل تحسين مستوى معيشة المواطن وكرامته وحريته وادميته ، وهي المطالب والاجواء والاحتياجات التي حظيت بالاولوية المطلقة على الاجندة الملكية الهاشمية في تجسيد حي للخصوصية التي تربط بين القائد وشعبه ، اتساقا واستمرارا لنهج المتابعة والتواصل الملكي الذي تم تكريسه في المشهد الاردني كسنة هاشمية حميدة ، انطوت على تعليمات وتوجيهات ملكية سامية بضرورة خدمة المواطن الاردني والسهر على راحته وتلبية احتياجاته ومطالبه.
لقد اوضح جلالة الملك عبد الله الثاني للحكومات الاردنية في اكثر من مناسبة ، ان ما يريده هو ان يراها في الميدان مع المواطنين لتسمع منهم مشاكلهم ، ويسمعون منها عن خططها واستراتيجيتها لتحسين حياتهم المعيشية وتخفيف الاعباء عنهم.. في اشارة الى اهمية العمل الميداني والزيارات واللقاءات الميدانية التي يجريها المسؤول مع المواطنين مباشرة ، بصورة تبقيه على اطلاع دائم واحاطة شاملة بالقضايا والاحتياجات الملحة التي تقع ضمن دائرة اختصاصه ، وبشكل يمكنه من اتخاذ القرارات والاجراءات الفورية والعملية حيالها. ما يذكرنا بما اكد عليه جلالة الملك في الكلمة التي القاها اثناء زيارته الى لواء الرصيفة مؤخرا عندما قال « لا يمر يوم لا افكر فيه كيف تخفف الاعباء على اهلنا هنا في الرصيفة ، وفي جميع انحاء المملكة. نحن كلنا معا من اجل تحقيق ذلك ، ونعمل ليلا ونهارا من اجل تخفيف الاعباء عنكم ان شاء الله ، وستكون الايام المقبلة افضل «.
(الرأي)