لماذا تداعى الغرب لنجدة الكيان
كمال زكارنة
15-10-2023 11:47 AM
هبت امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا ودول اخرى عديدة في العالم لنجدة الكيان المحتل، بعد الاجتياح الناجح الذي قامت به المقاومة الفلسطينية لمستوطنات غلاف غزة، واكتسحت الفرقة العسكرية الاسرائيلية المكلفة بحماية تلك المنطقة التي تسمى فرقة غزة،وقضت عليها .
تضامنت تلك الدول مع الكيان عسكريا وسياسيا وفي جميع المجالات الاخرى،لانها هي التي انشأت الكيان وهو ربيبة هذه الدول، وهي التي تتكفل بحمايته وتزويده وتأمينه بكل ما يحتاج.
وان هذه الدول ومن يدور في فلكها، لم تعتد على هزيمة الكيان عسكريا ،بل هي معتادة ان يحقق الانتصارات دائما على الامة العربية ،واذا كان يحتاج لمساعدات عسكرية او من اي نوع اخر ،كانت تزوده بها حتى ينتصر باقل الخسائر والجهد والوقت، وتؤمن له الحماية القانونية والسياسية في المحافل الدولية.
لكن هذه المرة، مني الكيان بهزيمة نكراء لم يتوقعها احد،وتكبد خسائر بشرية ومادية اكثير بكثير من خسائره مجتمعة في جميع الحروب التي خاضها في المنطقة منذ تأسيسه.
يضاف الى كل هذا الماكنة الاعلامية الصهيونية المتغلغلة في الغرب وامريكا والعالم،وقدرتها الفائقة على تزييف وقلب الحقائق وكسب تأييد وتعاطف الدول والشعوب في العالم،وفي المقابل غياب شبه كامل للاعلام والرواية الفلسطينية والعربية ،الامر الذي يتطلب التدخل الفوري اعلاميا ،وتركيز الجهد الاعلامي على دول اوروبا وامريكا والعالم ،في نقل صورة الحرب والمجازر الاسرائيلية وبث الصور تحت عنوان " جرائم العدوان الامريكي الاسرائيلي في قطاع غزة "،عبر وسائل السوشيال ميديا مدفوعة الاجر،كما يفعل اليهود،حيث تصلنا نحن منهم صورا مع شروحات مختصرة تظهر مجازر مزيفة ارتكبها مقاتلوا المقاومة الفلسطينية ضد اليهود الاطفال والنساء،وهي كاذبة،ومشاهد تمثيلية ،لكن البعض يصدقها لانه لا يوجد من يحقق بها.
الرد الاعلامي على فبركات وكذب الاحتلال، يجب ان يكون من قبل قيادات المقاومة في الداخل والخارج وباشرافها وتمويلها ،ومن قبل المؤسسات الاعلامية العربية القادرة ماليا،والشركات والمصانع والمؤسسات المالية والتجارية العربية والمقتدرين العرب في العالم ،الذين يتوجب عليهم تمويل الحملات الاعلامية العربية المضادة للحملات الاعلامية الصهيونية ،لتصل الحقيقة الى جميع انحاء العالم.
الاعلام العربي يركز على مخاطبة الانسان العربي ،بمعنى اننا نخاطب بعضنا البعض ونتجاهل العالم الاخر ،الذي يجب علينا ان نخاطبه بلغاته،لانه يستحق ان تصله الحقائق ،وان لا ندعه يسمع ويقرأ من جهة واحدة ورواية واحدة من الاحتلال ،بينما نحن نصرخ في وجوه بعضنا البعض.
تاريخيا تتبنى الدول الغربية الكيان المحتل كطفل وديع،باعتباره الشرطي الذي يحافظ على مصالحها الكثيرة في المنطقة بكل اخلاص ووفاء،ولا تسمح بهزيمته ان استطاعت.
المواقف العربية ما تزال رخوة جدا،وعمليا لا دور عربي في هذه الازمة ،وسوف تندم القيادات العربية كثيرا اذا امسكت ايران بزمام الامور، ووقفت لوحدها الى جانب قطاع غزة بشكل مباشر او من خلال اعوانها وادواتها في الدول العربية ،الاحزاب والمليشيات التابعة لايران، وشاركت في الحرب على الجبهتين اللبنانية شمالا والجولان السورية،وامتدت الجبهة الى داخل فلسطين المحتلة في المثلث والجليل والنقب.