اسرائيل تستدعي قواتها الاحتياطيه بما يزيد عن ٣٥٠ الف جندي بالاضافة الى تعبئة جيشها النظامي الذي يبلغ تعداده ١٧٥ الف تقريبا، كما وزعت السلاح الفردي على كل من يحمل رخصة بذلك من شعبها وهذا يعني انها جندت اكثر من مليون مسلح لتشكيل جبهة عسكرية جاهزة للحرب على غزة خاصة وغيرها من المدن الفلسطينية عامة.

لكن هل قادة الحرب من السياسين والعسكريين لديهم الجرأة على المغامرة والدخول بحرب برية مع حماس، ام انها مجرد عمليات للترهيب والبروبوغاندا امام العالم لرد الاعتبار ؟..

دعونا نضع الحسابات التالية على طاولة صناع القرار الاسرائيلي:

اولا :ان حماس بعد عملية الطوفان لم تعد عدوا تقليديا بل اصبحت عدوا ذكيا وشيطانيا خطيرا وهذا يعني الاحتمال بان حماس نفذت المرحلة الاولى من عملية الطوفان ونجحت في اقتحام المستوطنات والمواقع العسكرية وقتلت واسرت جنود ومدنيين بعملية خاطفة مدبرة الاحكام، وقد تكون حماس خططت لمرحلة ثانية من عملية الطوفان وتتمثل باستدراج الجيش الاسرائيلي الى حرب برية تقع فيها مفاجآت وخدع استراتيجية لم تحسب لها حساب اسرائيل وعندها ستكون ارض غزة مقبرة للجيش الاسرائيلي ٠

ثانيا: الرأي العام الداخلي الاسرائيلي ، فهناك قوى سياسية وشعبية داخلية تطالب بالتهدئة وتعارض التصعيد وتخشى على حياة الاسرى الاسرائيليين لدى حماس وكذلك الخوف مما ستتكبده اسرائيل من ضحايا في اي محاولة لاقتحام غزه.
ثالثا : تنامي الرأي العام العالمي المندد بمجازر اسرائيل وقصف غزه بهذه الوحشية الاجرامية.
رابعا : الطوفان الشعبي العربي الذي بات متحمسا للمواجهة مع اسرائيل ودعم حماس باعتبارها رأس الحربة للسلاح الفلسطيني والذي ينوب عن الشعوب العربية في مقاومة اسرائيل .

امام تلك الوقائع فان حكومة اسرائيل وجيشها في مأزق سياسي وعسكري يتمثل كيف تسترد اسرائيل ماء الوجه وهيبتها امام شعبها الذي اصابه فوبيا الصواريخ وحماس وكذلك اعتبارها امام العالم وقد خسرته في عملية الطوفان لطالما خرجت مهزومه المعنويات ومصدومه من حجم خسائرها وهول فاجعتها ومكسورة العين والخاطر وهذا مايبرر لها جنونها الاجرامي في غزه ٠

وامام تلك الاعتبارات والوقائع فلن يكون من السهل على اسرائيل ان تدخل في مواجهة برية مع حماس خوفا من صدمة اخرى تتلقاها وكذلك تحسبها لعمليات الخداع الاستراتيجي لحماس لذلك قد تتقدم القوات الاسرائيلية بعض مئات الامتار داخل الاراضي الزراعية وتتمركز فيها لتظهر للعالم انها باتت تحتل محيط غزه وتحاصر حماس عسكريا وبدأت تجفف منابع الصواريخ وعندها تريد .

ان تقدم لشعب اسرائيل انتصارا كاذبا وتعتبر ان من خلال احتلالها لاراضي غزة ان اصبح بيدها ورقة تفاوضية رابحة للافراج عن الاسرى من قبضة حماس ٠

لذلك لا اتوقع ابدا ان اسرائيل ستجرؤ على دخول غزة لان فاتورة هذه المغامرة ستكون وبالا على اسرائيل ومقبرة لجيشها الذي لم
يستفق بعد من صدمة عملية الطوفان التي نكست اسطورته لتصبح من اساطير الاولين.