"إسرائيل" منصة الإنتخابات الأمريكية .. كيف؟
د.حسام العتوم
15-10-2023 08:00 AM
إستثمرت المستعمرة و المستوطنة " إسرائيل " حدث ( غزة هاشم ) الدموي و المرعب ، و البطولي من طرف حركة المقاومة الفلسطينية العربية الإسلامية ( حماس ) ، و لا زالت تستثمره كمنصة للإنتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، و تحديدا بتاريخ 5 نوفمبر منه ، وفي الوقت الذي تصدرت فيه ( حماس ) النضال الفلسطيني و العربي على مستوى المقاومة و بشجاعة و بسالة قل نظيرها ، نعتتها " إسرائيل " بالداعشية ، بينما أبرأت ذاتها من الإجرام المتعمد مع سبق الأصرار ، و الواضح كما الشمس ، و بالغت في عدد قتلاها لكسب تعاطف الغرب الأمريكي المساند لها بكل الأحوال ، و هو الغرب المبرمج صهيونيا من قبل مؤسسة " الأيباك " ، و تعمدت زيادة عدد شهداء فلسطين وسط صفوف المقاومة و المواطنين لتحقق نصرا قادرا على حماية نتنياهو من المحاكمة ، و هو المتهم بالفساد أصلا ، و استنجدت براعيها و حليفها غير المنحاز للقانون الدولي – الولايات المتحدة الأمريكية ، التي قدمت بارجتها العسكرية المحملة بالطائرات العسكرية لقتل الفلسطينيين مسالمين و مقاومة تحت شعار الإبادة الجماعية ، و المشاركة بجريمة العدوان الإسرائيلي على البحث عن سلام عادل يضفي إلى حل الدولتين ، و لقيام الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس الشرقية ، و لضمانة حق العودة و التعويض ، و يد أمريكا ملطخة بالدم إلى جانب " إسرائيل " تحمل السلاح القاتل ،و تتظاهر بجلوسها حول طاولة المفاوضات ، و التأثير الإسرائيلي في الأنتخابات الأمريكية المقبلة مؤثر مثل أية إنتخابات أمريكية رئاسية جرت سابقا ، و الأخطبوط الإسرائيلي في أمريكا ينتشر كما السرطان في مؤسسة " الأيباك " اليهودية - الأمريكية ، و في " الكونغرس " ، و في " البنتاغون – الدفاع و المخابرات و الإستخبارات ، ووسط المجتمع الأمريكي كذلك .
وفي المقابل ستجري في موسكو بتاريخ 17/ آذار / 2024 إنتخابات رئاسية روسية سيفوز فيها حتما الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين لستة أعوام مقبلة ، و هو الجالس على كرسي " قصر الكرملين " كما الصقر منذ عام 2000 ، وهو الذي يتمتع بشخصية فولاذية و حكيمة وعادلة ذات الوقت ، وهو المنقذ لبلاده روسيا العظمى من الأنهيار بعد فترة باريس يلتسين الرئاسية المتعثرة ، ومن المطبات السياسية في القفقاس ، و المتصدي بقوة لمؤامرة التيار البنديري الأوكراني و السلطوي في العاصمة الأوكرانية " كييف " و بالتعاون مع أمريكا و عموم الغرب بالوكالة على روسيا الناهضة ، و التي حققت إنتصارا ساحقا بضم الأقاليم الخمسة ( القرم ، و لوغانسك ، و دونيتسك ، و زاربا روجا ، و خيرسون " الدونباس " طوعا عبر صناديق الإقتراع و الحماية العسكرية بعدما بلغ السيل الزبى وطفح الكيل بمقتل أكثر من 14 الفا من الروس و الأوكران شرق أوكرانيا في الدونباس ، و ارتكبت سلطة " كييف " خطيئة بشرية ترتقي لمستوى الجريمة في الدونباس ، و حمتهم من التهور الأوكراني تجاه الغرب و حلف " الناتو" المعادي لروسيا ، و نجاح سياسي مرافق لروسيا في بناء عالم متعدد الأقطاب ، عادل ، و متوازن ، و منصف للقضية الفلسطينية ، ولن تكون روسيا بحاجة لإسناد ( إسرائيلي ) في إنتخاباتها الرئاسية المقبلة ، و بالمناسبة إنتقد الرئيس بوتين مؤخرا إعاقة أمريكا للرسم البياني الصحيح لمسار القضية الفلسطينية العادلة ، و التي كان من الممكن أن توصل لدولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية إلى جانب " إسرائيل " ، و بدا مندهشا من سلوكها في إرسال بارجة حربية لمهاجمة قطاع غزة أو لترهيب القطاع و عموم فلسطين و العرب ، و لا تراهن موسكو في إنتخاباتها الرئاسية المقبلة على دور " إسرائيل " فيها ، رغم الحضور الديمغرافي الروسي و اليهودي وسطها و الذي يتجاوز المليون مهاجر ، جلهم الان خاصة بعد الحدث الغزاوي من طرفي المقاومة الفلسطينية و " إسرائيل " يرغبون بالهجرة المعاكسة من حيث قدموا من شتى بقاع العالم .
ما حدث ويحدث في الحربين الأوكرانية ( 2022/ 2023 ) ، وفي قطاع غزة يعكس المسافة بين سلوك أوحادية القطب الغربي الأمريكي السلبي ، و بين عالم متعدد الأقطاب العادل الذي يمثل شرق و جنوب العالم بقيادة روسيا الإتحادية ، فمثلما اتهمت أمريكا ومعها الغرب روسيا بإنتهاك القانون الدولي بسبب ضمها للقرم و الدونباس و غم الأحقية التاريخية و ظرف استهداف سيادة أوكرانيا بحجة الدفاع عن سيادة أوكرانيا ، حيث ثبت صحة الموقف الروسي المستند على اتفاقية تفكيك الإتحاد السوفيتي عام 1991 التي تمنع الدولة المنفكة عنه مثل أوكرانيا الذهاب إلى عقد تحالفات مشبوهة مع حلف "الناتو " و الغرب تهدد أمن و استقرار جارة التاريخ روسيا الإتحادية ، والمرتكز على مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 التي تخول للدولة مثل روسيا المعتدى على سيادتها الدفاع عن نفسها ، وفي موضوع القضية الفلسطينية التاريخية الأمر واضح ولا يقبل القسمة على اثنين ، وبما أن قرار تقسيم فلسطين لعام 1947 و قراره 181 فشل، بسبب رفض العرب لتقسيم قدسية فلسطين إلى عبرية وعربية ، و اتجهت النتيجة صوب تشكيل دولة عبرية فقط أطلق عليها إسم "إسرائيل" أي مستعمرة و مستوطنة إسرائيل ، فإن قرار الأمم المتحدة رقم 242 الذي أسس في الأردن ، دعا بقوة ووضوح لإعادة " إسرائيل " لحدود الرابع من حزيران لعام 1967 ، لفتح المجال أمام بناء دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية إلى جانب دولة "إسرائيل" ولضمانة حق العودة والتعويض ، وليسود السلام ولتعم التنمية الشاملة مكان الإحتراب والقتل والتشريد .
أيهما أقرب للعرب و لقضيتهم الفلسطينية بعد ذلك ، فوز جو بايدن عن الحزب الديمقراطي مجددا ، أم إحتمال فوز دونالد ترمب عن الحزب الجمهوري من جديد ، وهل بإستمرار وجود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السلطة في موسكو بعد عام 2024 فائدة للعرب و للفلسطين ؟، يتضح لغاية الان بأن بايدن يجنح بشكل ملاحظ وينحاز لإسرائيل المحتلة، ويدير ظهره للفلسطينيين و للشعوب العربية ، ويقترب من النظام العربي الرسمي لضمانة أمن ( إسرائيل ) فقط ، و دونالد ترمب إعترف عام 2019 بالجولان – الهضبة العربية السورية ضمن سيادة الأحتلال الإسرائيلي ، ووقع عقدا إقتصاديا و عسكريا مع العرب عام 2017 بقيمة 450 مليار دولار ، و هو مشروع نهب للمال العربي وضح النهار ، و نلاحظ ، وبوموضوعية وقوف الرئيس الروسي بوتين إلى جانب القضية الفلسطينية رغم علاقة بلاده مع ( إسرائيل ) الإستراتيجية ، ويطالب بدولة فلسطينية و عاصمتها القدس الشرقية ، وبوقف العنف ضد الشعب الفلسطيني ، و بالتالي من مصلحة النظام العربي الرسمي الموازنة بين علاقته مع الدول العظمى، وبين العلاقة مع حركات المقاومة العربية الضامنة فعلا لقيام دولة فلسطين و عاصمتها القدس الشرقية ، ولحق العودة أولا و التعويض ثانيا ، و لدحر " إسرائيل " لحدود الرابع من حزيران وفقا للشرعية الدولية و قرارها 242 .