سلام على بلاد خلقت للسلام ولم تعرف طعم السلام إلا في كنف الإسلام، استهداف للمستضعفين العزل منذ عقود من الزمن لا ينتهي، اعتداءات تنتهك الإنسانية وتتغطى بالشرعنة الدولية تحت قوانين ازدواجية، والله إننا لنتألم من صوت صرخات الأطفال والنساء الذين يرتقون لمنازل الشهداء بجثث أشلاء تقشعر لها الأبدان، ما أصعب قتل المسالمين!. ترتعش الأبدان وتهتز الأركان عندما تنتهك كرامة الإنسان، في ظل قوانين اللاأمان واللااطمئنان، أين دعاة الليبرالية وحقوق الإنسان؟، لن تجدها في كون الخذلان الذين، مهما إرتفع مكر وشر الإنسان سيظهر الحق ويزهق الباطل في وقت من الزمان.
بعد بضعة أيام من الاعتداءات السافرة، تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني المسلم من قراه ومدنه وشوارعه، بلا رحمة ولا هوادة دماء تسيل هنا وصراعات تصدح من هناك، أمام أمواج الخذلان.
مما يلاحظ في هذه الأزمة الوحشية أن السلاح الأول الذي أصاب القطاع في مقتل هو سلاح الإعلام، بدوره الجوهري المعهود فقط روج الكيان الغاشم وحشية وتغول عملية طوفان الأقصى للغرب حتى يكسبهم في صفه، إننا نؤمن أن القوة والنصر من الله يؤيده من يشاء، لكن في مرحلة الضعف عندما تكون تابعا وجزءا في النظام العالمي، يجعلنا نبرز قيمة الإعلام في تحقيق التضامن الدولي ودوره على أرض الواقع، مع أن عملية طوفان الأقصى بحقيقة الأمر هي رد على فيض من الاعتداءات المتكررة من الحكومة المتطرفة، التي لا تمتلك شبرا على الأرض المحتلة، لكنها تتفنن في إحاكة الطقوس المختلفة لاستفزاز أصحاب الأرض.
ومن ناحية أخرى ظهر جليا للعيان تخبط السياسة الأمريكية واتجاهها نحو العنف، فهو نذير لانعكاس الاختلافات الداخلية على سياساتهم الخارجية، وهو بداية مرحلية السقوط المدوي أمام إرهاصات خروج أقطاب عالمية أخرى حاضنة، تدعو لنبذ العنف.
إن ما يحدث في قطاع غزة هو حرب إبادة جماعية وعملية تطهير جماعية تضرب بعرض الحائط قانون جنيف، وتستهدف استيطان قطاع غزة واستمرار تعولهم من أجل إقامة دولتهم المزعومة من النيل إلى الفرات، فاليوم غزة وغدا لا نعلم ما هو الهدف وما التغيرات الإقليمية التي يسعى لها الكيان، إن ما يحدث في السودان من قلاقل وليبيا وكثير من الأقطار لهو تمهيد لهذا المشروع، إلى متى سنبقى في تيهنا الزماني والمكاني ما لنا إلا المن والسلوى؟.
بعد ثمانين عاما، كمْ تبقى لنا من هذا التيه؟، فما بين سبات أهل الكهف وتيه بني إسرائيل، لا ينقطع منا الأمل والرجاء والتفاؤل، بأن النصر قادم انطلاقا من وعد رباني في كتابه الحكيم، فمهما طال مكرهم وكيدهم وقتلهم وتشريدهم للمستضعفين، فلا بد من نصر الله أن يحين، وسيبقى الأردن وطنا وشعبا وقيادة هاشمية في خندق الشعب الفلسطيني في كل المحن حتى تنعم المقدسات برايات الإسلام الخفاقة.