facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فلسطين حاضرة الكرامة والتاريخ


علي السنيد
14-10-2023 09:41 PM

خطاب غير معهود في عرف الامم ، والشعوب الحرة ما يعمد الى تسويقه بعض الغرب باتهامهم مقاومة الفلسطينين بالارهاب، وذلك في سياق تصريحاتهم ، وما يدلون به في مؤتمراتهم الصحفية، ويعبرون من خلاله عن مواقف دولهم ، وشعوبهم، وللتستر على جريمة ابادة ابناء الشعب الفلسطيني الاعزل في غزة ، وهم في اعلى درجات المسؤولية.

وهذا الخطاب يتناقض مع تاريخ تلك الشعوب نفسها التي دافعت عن استقلالها ، وارادتها الوطنية، وحمت سيادتها ، ولم تقبل بالاحتلال، وترضخ له، وقاومت المحتل حتى تحرير ارضها المحتلة .

وقد آلمني هذا الخطاب الموجه الذي يتم فرضه على المنطقة، ويحاصر به العرب وحدهم ، ويستفزهم في مشاعرهم الوطنية والدينية ، ويقفز على مشروعية مقاومة الفلسطينيين للمحتل الذي يدنس ارضهم ومقدساتهم، ويتم شيطنة روح المقاومة عندهم، ويصادر حقهم دوناً عن كل شعوب الارض في السيادة ، والاستقلال على ترابهم الوطني.

وهو خطاب يبتعد عن قيم ومبادئ الشعوب الحرة التي ناضلت من اجل تحرير ارضها المحتلة على مدار التاريخ.

حيث كان في عرف البشرية على الاطلاق ان مقاومة المحتل والاجنبي مرتبطة بالشرف الوطني، وكان قادة المقاومة يظلون رموزاً وطنية تدرس سيرهم للاجيال المتعاقبة، ويعد يوم الجلاء والتحرير يوماً وطنياً في تاريخ كل الشعوب، والامم الحرة .

وحسبك يا فلسطين انك حاضرة الكرامة ، والتاريخ، وستظلين عنوان الوجع ، وعذابات الإنسان الفلسطيني.

وحسبك انك حلم عربي انفلت من فم الموت من نسج الخيال، وان اشلاء غزة المبعثرة اليوم رسول انبعث ضد الظلام.

كأنك يا فلسطين جئت من عند الموت تطرقين على وقع الآذان، وأجراس الكنائس أبواب الحياة.

وسنحكي للدنيا ولاجيالنا المتعاقبة عن قصة فلسطين المعطرة بالشهداء، والتي تزدحم بالعاشقين صرعى الوطن، والأرواح من حولها تغذ الخطى نحو غد أبيض عندما تولد الحياة من بوابة الموت، ومن احلام الاطفال، و تناثر امانيهم الطرية تحت الانقاض.

قد كان قرن احتلال لن ينسى، ولن يمر من عمر الزمان، ففي الدماء العربية تعمد الحرية، والارواح فراشات في سماء الوطن الفلسطيني.

وكان الموت حاضراً في غزة، وارتفع منسوب الدم على شرف الارض الحانية التي تكفكف انين الجرحى، وكان الموت مرعوباً من هول ما رأى.

قد كانت الدنيا ليلة غزاوية اسهرتها رؤى الارواح المتطايرة في فضاء فلسطين لتعلن فرح الأرض الازلية ، وذكرى الرسل ، ومقامات الطاهرين ، وبشارة الخير الذي سيطارد الشر ، فالحياة تزهر برغم الموت.

وان غزة مبعث امل ، وبشارة ، وقناديلها البيضاء تهدي الارواح روحها الثائرة في العتمة.

وان فلسطين باقية ما بقي العرب، وهي ايقونة امة احبها التاريخ، ومحال ان يطفئها الليل ، وهي نداء مقدس في قلوب المؤمنين.

فلسطين يا ايها العالم رسول في الزمان، ورسالة في الحرية، وهجرة من الظلام، واياديها تقدم العطاء، فليس بعد الموت عطاء.

وسيبقى الفلسطينيون قلقاً في ذاكرة البشرية ....

اشلاؤهم، قبورهم، شتاتهم، برودة المنافي، والمخيمات… الاسرى، والمعتقلات، وقع اقدامهم على ابواب الحزن منذ نحو قرن، والرحيل الذي ادمن صحبتهم… صور تحتل الذاكرة، وتدمع عين الزمان، وتفجع قلب العالم الحقيقي، وتطيح بالأدمية، وتهوي بالإنسانية من فضاء عرشها السامي الى حيث يمارس العالم المزيف، وحشيته وشروره المطلقة.

في مكان مقدس قريب من القلب حيث فلسطين الرابضة في الوجدان العربي تتجلى في صور لا تغادر الذاكرة ، وستبقى تحاصر القلب، ولا تنأى بنفسها عن الشعب الذي نصبته الجراح منذ نحو قرن معلماً في الحزن، وهو الذي لا يكاد يبرح عيون العرب.

فيا ايها الفلسطيني الذي يدق ابواب الزمان ينشد الحرية، وتحقيق احلامه الوطنية، وسيادته ، واحتضان ترابه الوطني.

ستبقى تطلق صرختك في اذن الزمان حتى تسمع الدنيا… ايهذا الفلسطيني الذي راحت تتقاذفك الاهوال، وانت تبحث عن وطن، وهوية .. تعيش على ذكرى عودتك، وما اتسعت لك الدنيا بعد فلسطين.

فلله درك يا فلسطين.. فلقد علمتنا ان الشهادة اخت فلسطين، وان الحزن يكاد ان يكون اخو العرب، وان البشرية تنكر قلبها عندما تحضر قضيتنا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :