اذا نجحت إسرائيل في احتلال قطاع غزة وتصفية قوات المقاومة متجاوزة الثمن العسكري الذي ستدفعه مقابل ذلك، فإن النتائج السياسية الاستراتيجية الهائلة التي ستحصل عليها تبرر كلفة الحرب مهما كانت فادحة وهي:
اولا : وبما شاهدناه من دعم أمريكي وبريطاني غير محدود فلم يستطيع بعدها ان يرفع اي نظام عربي من المحيط إلى الخليج رأسه او يده او ينطق بكلمة لا للطلبات الإسرائيلية.
ثانيا: ستخلي إسرائيل جزءا كبيرا من شمال غزة وتضمه إليها وبالمقابل لن تكون مصر قادرة على منع توسيع جنوب القطاع بضم جزء من شمال سيناء لاستيعاب سكان شمال غزة المهاجرين إليها وسيدفع العرب كلفة بناء مستوطنات فلسطينية في شمال سيناء وانعاشها اقتصاديا لإقناع الناس ان بديل المقاومة افضل.
ثالثا: ستتجه أسرائيل وبدعم غربي غير محدود إلى معالجة كبرى للوضع في الضفة الغربية يبدأ من انهاء السلطة الفلسطينية التي فقدت الشرعية الوطنية واستبدالها بسلطات محلية منفصلة عن بعضها ومحاصرة عسكريا واستيطانيا.
رابعا: ستشهد الضفة الغربية وحشية عنصرية غير مسبوقة من جموع المستوطنين اليهود تقابلها عمليات مقاومة فلسطينية محدودة تدفع الجيش الاسرائيلي بتبرير أمريكي غربي لاقتحام مدن الضفة وستقوم إسرائيل بعمليات اعتقال وابعاد وطرد وتهجير مبرمج خارج فلسطين.
أخيرا، سترسم إسرائيل ومعها أمريكا وبريطانيا الشرق الأوسط الجديد وستدعي نشر الأمن والرخاء والديمقراطية وستستبدل أنظمة حكم عربية استنفدت شرعيتها الشعبية وفقدت قدرتها على رعاية المصالح الغربية وستعيد توزيع الثروات النفطية لتضمن خفض معدل الفقر في عدة دول عربية منعا للانفجار ولضمان اشتغال الناس بقوت اسرهم واعمالهم.
والنتيجة استراتيجيا سيطرة أمريكية إسرائيلية كاملة على المنطقة العربية ودفع الصين شرقا وحصر روسيا وتركيا شمالا..