من غرائب التاريخ البشريّ ومبتدعات الأمم في العصور السالفة ما كان يعرف بقانون "سكسونيا " وهو قانون ابتدعته حاكمة مقاطعة سكسونيا، إحدى المقاطعات الألمانية القديمة في العصور الوسطى.
وبموجب هذا القانون فإنّ المجرم يُعاقب بقطع رقبته إن كان من طبقة "الرّعاع"ـ الرّعاع هم عموم أفراد الشّعب الذين لا ينتمون إلى طبقة النّبلاء ـ أما إن كان المجرم من طبقة النبلاء فعقابه هو قطع رقبة ظلّه!، بحيث يُؤتى "بالنبيل المجرم" حين يستطيل الظّل بُعيد شروق الشمس أو قُبيل مغربها، فيقف شامخاً منتصب القامة، مبتسما، ساخراً من الجلّاد الذي يهوي بالفأس على رقبة ظلّه، ومن جمهور "الرّعاع" الذي يصفّق فرحاً بتنفيذ "العدالة"!..
وهكذا فإنّ السّارق لو كان من الكادحين، والمغلوب على أمرهم يُزجّ بالسّجن ويُعاقب نتيجة لقيامه بالسّرقة، أمّا سادة القوم لو سرق أحدهم فلا يُصاب بأيّ أذى لأنّ ظلّه هو من يُحاكم ويُزجّ بمحاكمة صوريّة وراء القضبان!..
قانون سكسونيا يمثل مثالًا مثيرًا للدهشة للظلم الذي كان يعيشه الشعب في العصور الوسطى، تقسيم العقوبات بناءً على الطبقة الاجتماعية هو نهج ظالم وغير عادل، وهذا يجعلنا نتأمل في حالات ظلم مشابهة في العالم اليوم.
تحت الاحتلال الإسرائيلي، يعيش الشعب الفلسطيني تحت ظروف صعبة ومعاناة كبيرة تتضمن هذه المعاناة انتهاكات حقوق الإنسان واستيلاء على الأراضي والممتلكات والقمع السياسي، بالإضافة إلى ذلك يواجه الفلسطينيون تمييزًا عنصريًا يذكر بالظلم القديم الذي كان يعيشه الرعاع في زمن قانون سكسونيا.
يجب أن نركز على ضرورة تعزيز العدالة وحقوق الإنسان وإنهاء الظلم في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك فلسطين، من خلال الدعم الدولي والضغط على الجهات المعنية، يمكن تحقيق تغيير إيجابي وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق العدالة والسلام.
يجب أن نستفيق كمجتمع دولي على هذه القضايا ونعمل جميعًا من أجل إحلال العدالة والمساواة في جميع أنحاء العالم.