اليوم نرى شغب غزة وهو يسطر أعلى أنواع البطولة والشجاعة بوجه آلة القتل الصهيونية ويرفض الهجرة وترك أرضه بالرغم من الحمم النارية والفسفور الأبيض الذي يحرق به جواً وبراً وبحراً يوميا على مدار الساعة ..

هذا سيؤدي لا محالة إلى فشل الخطط الشيطانية الصهيونية بتفريغ الأرض من سكانها وإعادة إحتلالها بسهولة، لكن صمود ووعي الشعب في غزة أفشل وسيفشل خطط الصهاينة التي جربت هذا النوع من الترويع والذي كان بشكل مبسط جداً عما هو عليه الان ..

السؤال الذي يطرح نفسه اليوم لماذا كان في عام ١٩٤٨م هروب شعب بأكمله من أرضه بسبب عدة هجمات دامية صهيونية أدت إلى فرار كامل آهالي القرى والبلدات والمدن الفلسطينية وترك الشعب الفلسطيني الشقيق لاراضيه للصهاينة الغاصبين.. لماذا حدث ذلك ؟!.

تراكتور قديم دخل السياج الحدودي منذ أيام وجلب معه غنائم من كتائب دبابات صهيونية اسرائيلية مقاتلة ورجع بسلام إلى قطاع غزة هذه هي إسرائيل دولة تمتلك فقط سلاح طيران لقتل المدنيين، هذه هي هذه الدولة تكشفت أمام العرب والمسلمين.

لو صمد الشعب الفلسطيني في ذاك الوقت قليلاً كانت فشلت خطط بريطانيا والصهيونية وبقي الصهاينة في عدة قرى لهم فقط ولم تتسع مملكتهم لتصل إلى غور الأردن بحرب ٦٧ ولم تخسر الدول العربية الجولان، وسيناء نتيجة للتوسع السريع للصهاينة والهروب الجماعي من قبل الفلسطينيين من مواجهة عصابات جبانة لا تستطيع الصمود أمام العقيدة العربية والاسلامية سوى دقائق فقط، وهذا رأيناه بالأمس القريب كيف تم ترك كتائب كاملة العدة، والعتاد ، والهروب من القواعد العسكرية أمام كوماندوس القسام ؟…
نريد معرفة ماذا حدث في ذلك الوقت، وكيف تم تفريغ شعب كامل وتهجيره إلى الشتات لمصلحة هؤلاء الصهاينة .. هل كان السبب المباشر هو الخوف من الموت ؟!..

كل الذين هربوا في ذاك الوقت قد ماتوا ولم يبقَ منهم احد سوى العشرات فقط، فالذين هربوا من الموت أمام الصهاينة قد ماتوا وبقيت أمام العرب جميعهم معضلة وجود الصهاينة، وتمركزهم في الأرض وبث الدعاية امام مجلس الأمن والعالم بأن ارض فلسطين لهم ..والصهاينة وخبثهم لم يرضوا بِما فعلوه بل يبثوا الفتنة بين الفلسطينيين في بلاد الشتات لكي يبقى الشر يعمّ البلاد العربية والاسلامية أبد الدهر لمصلحة بقاء الصهاينة في فلسطين لأبعد مدى ممكن لهم.

على العرب جميعاً اليوم أخذ العبرة والدرس من شعب غزة المقاوم بعدم ترك الأرض مهما كان السبب لكون ترك الأرض من قبل المواطن العربي سيعني ذلك الانقضاض على أرضه فوراً من قبل الأعداء المتربصين، ومن ثم خلق مشاكل ومعضلات لا حل لها ابدا سوى انتزاع الحق بالقوة … فقد رأينا كيف أن امريكا راعية السلام في العالم تحرك حاملات الطائرات ، وتزود إسرائيل بالذخائر لقتل شعب غزة الأعزل ..وفوق هذا كله يتجول وزير خارجيتها في منطقتنا العربية يطلب دعم الصهاينة باكياً أنه يهودي وجاء إلى منطقتنا بصفته يهودياً إضافة لكونه وزير خارجية امريكا.. وهذه الجولات والصولات لامريكا في منطقتنا لا نراها تحدث في اوكرانيا التي تقصف ليلاً ونهاراً من قبل روسيا .. لوجود دولة كبرى مثل روسيا تحمي مصالحها من امريكا وحلف الناتو فلا يتجرأ حلف الناتو على إرسال حاملات الطائرات للمرابطة على السواحل هناك.

سنرى هزيمة منكرة للصهاينة في هذه الحرب ومهما فعلوا لقتل المدنيين الأبرياء في غزة لن يشفع هذا لهم أمام العرب والمسلمين في العالم بأنهم قد هزموا شر هزيمة .