"ابله" رايس والثمانية نظراء !!
خالد محادين
20-01-2007 02:00 AM
من الاشاعات المغرضة التي انطلقت بعد لقاء "الآنسة" كونداليزا رايس مع "نظرائها" الثمانية، واحدة تقول أنها دخلت غرفة الاجتماعات حافية القدمين، وفسر المنصفون هذا السلوك الامريكي بانه جاء بعد تلقي " الآنسة" مكالمة هاتفية تطلب منها سرعة النزول إلى الاجتماع لان "نظراءها الثمانية" على وشك التراجع عن اعتدالهم القومي التاريخي ! والتوجه إلى معسكرات تدريب والانخراط في مقاومات وطنية من أجل تحرير الارض والانسان، ويبدو ان الشائعة المشار اليها آنفاً سببها أن أحد حراس "الآنسة" رايس نبّه صاحبة المعالي بأن جوربها منسول وأن من الأفضل استبداله بجورب جديد من قبيل الخشية على ظهور قدميها في الصور الفوتوغرافية وعلى شاشات التلفزيون وهي تلكز قدم هذا " النظير" أو ذاك "النظير" لاقناعه بالموافقة على ما جاءت من أجله إلى هذا الوطن العربي الجميل.
نترك الشائعة المغرضة ونحاول الاقتراب مما جرى داخل غرفة مغلقة بين " الآنسة" رايس و"نظرائها" الثمانية، فقد دخلت هذه الحسناء الغرفة لتجد المفاجأة الأولى المتمثلة بعدم وقوف أي " نظير" لها في وجهها احتراما لموقعها ولانوثتها ولابتساماتها التي ظلت أكبر من شفتيها رغم طولهما وعرضهما، ووصولهما إلى قرطي اذنيها، ولأنها دبلوماسية محترفة وكاظمة غيظ، فقد فسرت هذه المعاملة القاسية من قبل "نظرائها" على انها مقصودة بادخال الرعب في قلبها وعدم اضافة المزيد من الطلبات التي كانت ارسلت لكل واحد منهم، ليس بالحقيبة الدبلوماسية ولا بالشيفرة وانما عبر كل وسائل الدعاية والاعلام من وكالات انباء وفضائيات وارضيات واذاعات ، "فالآنسة" رايس لا تخجل من المطالبة بحقوق بلدها علينا، واولها حق واشنطن في ان تلقى من هؤلاء "النظراء" وحكوماتهم كل الشكر على غزوها للعراق واحتلالها للعراق وتدميرها للعراق وقتلها وتشريدها للعراقيين ونهب حتى تاريخهم منذ حمورابي وحتى رئيس المحكمة الجنائية التي شكلها الاحتلال وعين قضاتها المحتلون !
لم تطلب "الآنسة الفاتنة" كونداليزا رايس من ثماني حكومات عربية وثماني عواصم عربية وثمانية وزراء خارجية عرب أكثر من مباركة قرار واشنطن : اعادة احتلال بغداد وشن حرب ابادة على العراقيين وقصف المساجد والبيوت والشوارع والازقة واحراق المصحف والانجيل واحراق غابات النخيل. كما لم تطلب منهم سوى تمويل هذا الاحتلال الجديد بعد هزيمة الاحتلال الذي تم في نيسان 2003 ، والتغطية السياسية والاعلامية والدعائية على مذبحة امريكية عنصرية، من خلال تأييد استراتيجية بوش، وتكميم كل الأفواه التي تشكك فيها وتكسير كل الاقلام التي تقترب منها بغمز ولمز، وكانت المفاجأة ان "النظراء" هم الذين قدموا "لنظيرتهم" أكثر مما توقعوا ان تطلب منهم، فاذا كان معيبا ان ترد صاحب حاجة فانه لامر اكبر من معيب ان تصدّ صاحبة حاجة!
بعد هذه المفاجأة لم تجد "الآنسة" رايس ضرورة ان تقف إلى جانب اللوح الابيض المعلّق على الجدار امام مقاعد التلاميذ، عفوا " النظراء" الثمانية، ومن الضروري القول هنا ان امرأة لها كل هذا البياض في قلبها لا يجوز ان يعلق لها على الجدار لوح أسود. فالسواد حقنا نحن الذين "لم ولن نتردد عن المتاجرة بالأغراض المقدسة" كما يقول الروائي العظيم غابرييل غارسيا ماركيز والذي وصف هذه المتاجرة بالخطيئة . "النظراء" الثمانية لم يأخذوا حصتهم المعتادة من "الأبلة رايس"، والحديث عن نجاح زيارتها ولقائها مع "نظرائها " هو حديث مبالغ فيه ، فالزيارة كانت فاشلة ، لان " الآنسة" رايس التي جاءت لاستلام اغراضها منا، والتوقيع لها على كل ما تطلب وتسأل ، اكتشفت قبل بدء الاجتماع ان "النظراء" الأشاوس كانوا قد ارسلوا اختامهم وقطع كل واحد منهم ابهام يده اليسرى وابهام يده اليمنى وأرسلوا كل هذا في طرد بريدي ممتاز الى واشنطن بعد دقيقة واحدة من اعلان رئيس رايس عن استراتيجيته المضحكة المبكية المدينة لنا وله !
صاحبة المعالي "المرة" رايس التقت في غرفة مغلقة مع اصحاب المعالي "الزلم" الثمانية، بينما المجتمع الدولي والشعب الامريكي يدينان السياسات الامريكية وينظران إلى الاستراتيجية العبقرية بالكثير الكثير من السخرية والازدراء . وفي حين يطالب الامريكيون بسحب جنودهم من العراق اليوم قبل الغد، طالب " النظراء" الثمانية والمسؤولون العراقيون الاشاوس بعدم سحب جندي واحد بل وزيادة العدد، وعلى ذكر هذه الزيارة فقد وجه المخرج والمؤلف الامريكي مايكل مور رسالة مفتوحة لجورج بوش، طالبه فيها ان يرسل ثمانية وعشرين مليون جندي امريكي لمواجهة سبعة وعشرين مليون عراقي، بحيث يقوم كل جندي امريكي بقتل مواطن عراقي، ويقوم كل مواطن عراقي بقتل جندي امريكي وبعد انتهاء الحرب يكون قد سلم من الموت مليون جندي امريكي تكلفهم حكومتهم باعادة بناء العراق!!
وأخيرا ففي محاولتي البحث عن معنى او معاني كلمة "نظير" التي صدعت رؤوسنا قبل وصول "الانسة " رايس الينا واثناء اقامتها معنا وبعد مغادرتها لنا، قفزت إلى خيالي صورة بانورامية لغرفة الاجتماعات التي ضمت تسع وزيرات خارجية عفوا ثمانية وزراء خارجية ووزيرة واحدة، حيث كانت العيون الذابلة لوزرائنا تتابع كلمات ونظرات واصابع وابتسامات الملعونة رايس وهي تتوسل أو تهدد لا أدري ، فقد تذكرت ما قاله الشاعر العربي المعروف باسم الحطيئة :
فما لك غير تنظار اليها
كما نظر اليتيم إلى الوصي
والتنظار هنا تعني النظر !!