اين أخطأت حماس .. وتداعياته
م. وائل سامي السماعين
13-10-2023 10:54 AM
حماس في نظر الفلسطينيين ومعظم الشعوب العربية هي حركة مقاومة للاستعمار، الذي جثم وما زال يجثم على صدور امة العرب بأشكال مختلفة، وشعور العرب بالغبن للدعم الغير محدود لإسرائيل من العالم الغربي ، مما زاد في تعنتها ورفضها لمشاريع السلام العربية التي تنادي بحل شامل وعادل لطرفي الصراع يقوم على الشرعية الدولية من اجل انهاء الصراع ، ومن هذا المنطلق تلقى حماس الدعم المعنوي من الشارع العربي ، ولكن في هجومها الأخير على إسرائيل، رسخت صورة المنظمة الإرهابية النمطية لداعش ، وهذا ما عكسه الاعلام الغربي ، حتى ان التحذيرات الحكومية الغربية منعت المجاهرة في تأييد حماس .
برأي حماس ارتكبت خطأ لا يغتفر، وقد تسبب بكل هذا الدمار لأهل غزة وتشويه حقيقي للقضية الفلسطينية العادلة. فالصور التي تناقلتها وكالات الانباء العالمية لاقتحام حماس للسياج الأمني لإسرائيل وقتل اكثر من 260 من الشباب والفتيات في حفل موسيقي من الذين يحتفلون بعيد الغفران، وكذلك مهاجمة المدنيين من المستوطنين وذبحهم، واسر المدنيين من الأطفال والنساء، ومن ثم اطلاق بعض التصريحات التي تهدد بذبح الرهائن ونشر فيديوهات ذبحهم ، اثار الغضب في العالم الغربي، واصبح التشبيه سهل وجاهز بين داعش وحماس، فهب العالم الغربي للوقوف في وجه هؤلاء الذين اطلقوا عليهم وحوش بشرية . واستغلت إسرائيل ذلك في دعايتها لإعلان الحرب وكسب التأييد لها.
الحس الاستخباراتي يقول ان قادة كتائب القسام، لم يقوموا بالتنسيق مع الجهاز السياسي لحركة حماس فيما يتعلق باجتياح السياج الأمني الإسرائيلي وفعل ما فعلوه بالمدنيين العزل، والا لكانت النصيحة العقلانية، هو اجتياح السياج الأمني، واسر ما يمكن اسره من الجيش الإسرائيلي والتفاوض عليهم لأطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين، وهنا يمكن ان تكون المكاسب عظيمة من الناحية السياسية والعسكرية لحماس وللقضية الفلسطينية، وهزيمة قاسية للحكومة الإسرائيلية ونتنياهو.
اعتقد ان الوقت حان لقبول الوساطات العربية ، واطلاق سراح الاسرى من المدنيين بشكل فوري، والاحتفاظ بالعسكريين الإسرائيليين للتفاوض عليهم، لان هذا سيسحب الورقة من يد الحكومة الإسرائيلية، ويخفف من التعبئة النفسية للجيش الإسرائيلي، ويضعف الدوافع للحرب، ويصبح الضغط الدولي على إسرائيل سهل لوقف هذه المجازر التي ترتكبها بحق المدنيين العزل.
بعد انتهاء الحرب على غزة، يجب ان يكون هناك مراجعة شاملة للقضية الفلسطينية من أهلها الفلسطينيين أولا، وبغطاء ودعم عربي ودولي ، بحيث يكون هناك وحدة وطنية، مبنية على أحزاب سياسية ، لها رؤية موحدة لحل الصراع العربي الإسرائيلي ، يكون مبنيا على الشرعية الدولية . فإما ان يكون الصراع سياسي حتى نيل الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني او الاستمرار بالفرقة وتحمل التبعات. فحل الدوليتين اصبح مشكلة فلسطينية داخلية أولا قبل ان تكون مع إسرائيل ، ولهذا الوحدة الفلسطينية يجب ان تتقدم على حل الدولتين في الوقت الحالي ، والا كما أرى ستستمر مأسي الشعب الفلسطيني الأعزل بسبب الفرقة الفلسطينية.
***waelsamain@gmail.com