الرجل سيزور الاردن اليوم، وسيلتقي بجلالة الملك والرئيس الفلسطيني، ومن حسن الضيافة العربية والاسلامية ان نرحب بالضيف: فأهلاً وسهلاً به، ولكنه يصلنا بعد أن قدّم أسوأ مثل للدبلوماسية المحترفة عند وصوله لاسرائيل وخلال وجوده فيها!

نتحدث طبعا عن توني بلينكن الذي قدّم نفسه كيهودي بشكل غير مألوف مسبقاً، واستعرض في البداية تهجير جده، ومعاناته من النازية، ثم لم يرد ان ينهي كلامه الا باستعراض ما كتبه زوج أمه اليهودي عن وجوده في فلسطين المحتلة، فكأننا هنا لسنا امام وزير خارجية الدولة الاعظم في تاريخ الانسانية، بل نتابع الناطق الرسمي باسم “الدولة اليهودية الاسرائيلية.

ذلك موقف غير معتاد في الدبلوماسية الدولية، ومن ضمنها الأميركية، وأكثر من ذلك فهو كلام يعني ضمناً الانحياز ضدّ الديانات والأعراق الأخرى، والطريف أنّ نتنياهو نفسه وغيره من العنصريين الصهيونيين لا يقدّمون مثل تلك المقاربة.

بلينكن الذي وصفناه أمس بحاملة الطائرات السياسية الأميركية، أساء إلى بلاده قبل أن يسيئ للمسلمين والعرب، كديانة وعرق، وأكثر من ذلك فقد دمّر مهمّته الدبلوماسية قبل أن تبدأ، ويبدو أنّ واشنطن نفسها غير راضية عن الأمر، وذلك حديث آخر.

أهلاً وسهلاً بالرجل في بلادنا، فكرم الضيافة من شيمنا العربية والاسلامية، ولكنّ الاعتراف بيهودية “الدولة الاسرائىلية” بهذه الصراحة في أيام مفاوضات، يبدو مقززاً، وقبولاً للفصل العنصري الأبرتهايد” وتهجير غير اليهود من فلسطين التاريخية…

ذلك الرجل تحدّث عن “أفلام” قدّمها له نتنياهو عن اغتصاب النساء وقتل الأطفال، والكذبة تُعرف من حجمها، فهل كان لمقاتلي المقاومة الفلسطينية من وقت وهم يحتلون المستعمرات أن يفعلوا ذلك؟ وللحديث بقية!