تشن قوات الاحتلال الصهيوني غارات جوية عنيفة على قطاع غزة متزامناً مع قصف مدفعي براً وجواً، ويساندها في ذلك كل القوى الغربية وحليفتها أمريكا بداعي أن من حق دولة الكيان أن تدافع عن نفسها.
وبذلك تم منح الكيان الغاصب رخصة غير مشروطة لقتل المدنيين وغير المدنيين كباراً وصغاراً دون تمييز. ويتم تشغيل الماكنة الإعلامية في أمريكا وأوروبا نصرة للكيان الصهيوني ويُسمح بخروج المسيرات الشعبية في شوارع أوروبا حاملة رايات الكيان الغاصب متجاهلة مطالب الشعب الفلسطيني في تطبيق قرارات الشرعية الدولية وحقه في إقامة دولته المستقلة على حدوده الرابع من حزيران عام 1967.
ما الذي سيجنيه الكيان الصهيوني من حربه على قطاع غزة؟ تدمير البنية التحتية، شبكة الاتصالات والطرق والمياه والكهرباء؟ قتل الأبرياء؟ العقاب الجماعي والحصار الكلي المحرم دولياً؟ نعم، الآلة العسكرية الصهيونية قادرة على تدمير المستشفيات في قطاع غزة لكي لا ينجو من الجرحى أحد.
لكن القضية الفلسطينية حاضرة في ضمير كل فلسطيني بل وكل عربي أياً كان موطنه. فالقضية الفلسطينية لن تموت حتى لو أستشهد عشرات الالاف في غزة أو الضفة الغربية ولن تموت حتى لو تم القضاء على الفصائل المقاتلة.
آلة القتل الصهيونية قادرة على تدمير كل ما هو مادي في قطاع غزة، ولكنها ستعجز عن محو الحق الفلسطيني المزروع في الضمير العربي الجمعي. العالم اليوم مطالب بالبحث عن أسباب النزاع المسلح الدائر في قطاع غزة ومعالجتها قبل الاعراض، فلا مكان لسلام حقيقي في منطقة الشرط الأوسط دون إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وتمكين الفلسطينيين من العيش بكرامة كباقي خلق الله.