لأول مرة وفي سابقة لم تشهدها اية حروب اخرى في العالم، لم تصل حتى اليوم فرقة اغاثة انسانية واحدة، من اي دولة في العالم الى قطاع غزة، لتقديم اي نوع من المساعدات او الخدمات المفقودة كليا في القطاع بسبب العدوان العسكري الاسرائيلي الهمجي المتواصل على السكان المدنيين.
والمعروف ان هيئات ومنظمات الاغاثة الدولية ليس لها علاقة بسياسات الدول وشكل العلاقات فيما بينها، وعملها الانساني لا يرتبط بمواقف الدول من بعضها البعض.
في الحروب والكوارث الطبيعية تزدحم مناطق الاحداث بالمجموعات والفرق التي تمثل هيئات ومنظمات دولية عملها ذات طابع انساني، بغض النظر عن دين وجنس ولون واصل ولغة الدول والمناطق المنكوبة ،وقطاع غزة اليوم منطقة وجزء من دولة محتلة منكوبة.
فهل أصبح الشعب الفلسطيني وقطاع غزة استثناء ،ام تم اسقاط الهوية والجنسية الانسانية عن ابناء قطاع غزة، وتركوا فريسة بين انياب وحوش الاحتلال .
نهج دولي غريب وعجيب وسياسة جديدة لمنظمات وهيئات الاغاثة الدولية نلاحظها ونلمسها اليوم في التعامل مع مليونين ونصف المليون فلسطيني ،يتعرضون للقتل والحرق والتهجير ،ولا يتحرك ضمير حي ولا جانب انساني يقوم بواجبه الاخلاقي والادبي تجاه هؤلاء الابرياء، الذين جعلهم العدوان الاسرائيلي ضحايا عنف عسكري ممنهج .
لم نسمع عن فريق اغاثة حاول الوصول الى قطاع غزة، ولم يتمكن من الدخول ،انه تقصير متعمد ومقصود ولا يجوز ان يستمر، ولا بد لهذه الهيئات والمنظمات الدولية ان تقوم بواجبها الانساني والاخلاقي في قطاع غزة، الذي يعتبر في امسّ الحاجة اليوم للمساعدات الطبية والصحية والعلاجية والتعليمية والغذائية والمائية والطاقة، والاعمار والاصلاح واعادة البناء وغيرها ،بعد ان دمر العدوان الاسرائيلي جميع مرافق ومظاهر الحياة في القطاع، فيما نرى العالم يتخلى عن اهم الواجبات الانسانية تجاه مليونين ونصف المليون فلسطيني تحت نيران العدوان الاسرائيلي العسكري المتواصل، دون توقف من الجو والبر والبحر.
المطلوب من هيئة الامم المتحدة دعوة تلك المنظمات والهيئات وحثها على الذهاب فورا الى قطاع غزة، للقيام بواجباتها الانسانية هناك.
يتساءل الغزيون .. هل فقد العالم اخلاقه وتخلى عن مبادئه وقيمه الانسانية والادبية؟ ..