لم تقم إسرائيل بإعلان الحرب سابقا إلا مرتين، إحداهما كانت سنة 56 على مصر، والأخرى جاءت في حرب أكتوبر على دول الطوق وأما الثالثة فلقد أتت بأقدارها بهذا العام في السابع من أكتوبر ضد "فلسطين المشروع والدولة" وفي المنازلة الأولى والثانية حقق العرب فيها انتصاراً ولا أستبعد أبداً أن يقوم الشعب الفلسطيني بتحقيق الإنتصار الثالث.
وحتى يتسنى له ذلك فعلى قيادات الشعب الفلسطيني أن يتعاملوا مع ما تم ذكره واعتباره حقيقة علمية صحيحة وأن يقوموا بالتعامل معه من على هذا الأساس بكل بفصائله السياسية وألوانه التعددية ومشاربه الحزبية بقياداته التاريخية ونماذج عمله الشبابية لأن إقرار هذه الأرضية سيجعل من النتائج تكون مختلفة ويجعل من الإنجاز يكون مشترك ليرتقي الجميع إلى مستوى إعلان الحرب على فلسطين الدولة والمشروع.
وهى أرضية علمية الأخذ بها "واجب" حتى يشارك الجميع بمعركة التحرر والإستقلال كما أنها مسألة مفصلية التقاطها سيغير من مجريات الأحداث لأنه سيدمج بين إرادة التطلع من جهة الذي يشكلها العامل الذاتي وتحمله الإرادة الشعبية في المعركه ليكون هذا العامل منسجم مع حواضن المقتضيات السياسية بإدواتها الدبلوماسية والقانونية الذي تشكل عنوانها "الرئاسة الفلسطينية" وهي المعادلة التي تشكل عقدة الرهان وترجيح كفة الميزان.
من هنا تأتي الدعوة المباشرة للشرعية الفلسطينية التي تمثلها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ويندرج مضمون الرسالة لحث القيادة الفلسطينية لضرورة العمل الفوري على وحدة الصف ووحدة التشكيل في الأداء العام، لاسيما وان الدم الفلسطيني واحد وأن الجغرافية الفلسطينية هي أيضاً واحدة كما أن الهدف الفلسطيني مشترك وهو الذي يمثل عنوانه التحرر والإستقلال فعلى ماذا الإختلاف والعدو يقوم بالإجهاز على القطاع ويعمل على تحييد الآخر لإضعافه والخلاص منه؟!.
فإذا كانت الأهداف واحدة وارضية العمل إطارها جامع والعدو أخذ يكون لطرفي المعادلة (عدو وليس خصم) بعد إعلان الحرب على مشروع فلسطين الدولة، فإن الجوامع وفقا لهذه التقديرات تصبح مشتركة يمكن تأطيرها مهما إختلفت مشارب تكوينها وهو ما قامت بتشكيله حكومة الكيان الإسرائيلي بتشكيل حكومة حرب بعنوان حكومة طوارىء موحدة فإن القيادة الفلسطينية يمكنها، تشكيل أيضاً (حكومة الثورة فلسطينية) بحيث تكون جامعة لكل أطياف النسيج الوطنى الفلسطيني وليشكل هذا القرار خير رد على عملية الشروع بإعلان الحرب.
فهل تستدرك الرئاسة الفلسطينية هذة الجملة التاريخية وهي الأقدر على فعلها لما تتمتع به قيادتها من حكمة واقتدار وهي الخطوة التي إن حدثت فإنها ستقوم بتغيير مسار الحرب وأدواتها؟، فإن "الحديث حول مسألة إنهاء حماس لتسليم السلطة لقطاع غزة هو حديث في خداع وكذب.
وحتى يتم تأكيد ما ذكرت وتأصيل عناوينه وبيان أهميتة فانني سأقف عند الجملة الخبرية التي جاءت دون مبتدأ لتشكل في مضمونها رسالة مباشرة مفادها يقول "ستبقى بوصلتنا فلسطين وتاجها القدس" و التي جاءت بخطاب العرش السامي لجلالة الملك عبدالله الثاني، فهل سيتم إلتقاط رسالة التقدير السياسي هذه وإبراز محتوى جديد موحد للنهج الفلسطيني وهو الأمر الذي نتطلع إليه ونأمله وهو ما ستجيب عنه سير الأحداث القادمة فإن مشروع فلسطين الدولة دونها سيبقى مهدد.