إسرائيل تحتضر .. مقاربة شبيت وفريدمان
م. بسام ابو النصر
12-10-2023 11:02 AM
في قراءة متأنية لواحد من أشهر الكتاب الصهاينة في جريدة هارتس وهو " اري شبيت " ولأشهر كاتب امريكي " توماس فريدمان" حول ما يجري في دولة الاحتلال، يأخذنا الحدث الى ما سيؤول عليه الامر بعد خمسين سنة عندما إقترب العرب من إزالة دولة العدو والتي يصفها الصحفي والسياسي حمادة الفراعنة ب " المستعمرة الصهيونية"، وهنا يأتي التشخيص من المستعمرة ذاتها، كيف يرى كبار الصحفيين الصهاينة والمتصهينين ما سيؤول اليه الأمر؟ .
فاستنادا لتقارير صحفية من ناحوم بارنيا الذي يرى انها من أسوأ الحروب التي مرت على هذا الكيان، وعبر خمسين سنه من الحروب الداخلية والخارجية لم يتعرض هذا الكيان الى خطر الفناء كما يتعرض الان، ولقد غيرت حماس قواعد اللعبة كما يقول فريدمان لتقلب الموازين في الشرق الاوسط رأسًا على عقب، فالسعودية لن يعود بوسعها ان تقترب أكثر من هذا الكيان بعد الشعبية التي ستحضى بها حماس والجهاد الاسلامي، وسيكون على الدول التي اقتربت كثيرا من هذا الكيان ان تتراجع لكسب ود شعوبها بشكل خاص والشعب العربي والاسلامي بشكل عام، كما ان الدعم الذي تتلقاه أوكرانيا من الولايات المتحدة سيتضاءل وذلك لكون الابن المدلل " إسرائيل " يتعرض للخطر ويحتاج لكل دعم تقدمه الولايات المتحده ، وسيكون بوسع الصراع الايراني الصهيوني ان يكون على المحك، كون ايران مع قطر هما من يدعم حماس والجهاد الاسلامي بحكم دعمهما لأهل غزة.
لقد أثبتت معركة " طوفان غزة" هشاشة النظام الاستخباري في هذا الكيان وهذا يتفق عليه كل من فريدمان وشبيت، ولقد تهاوى الجندي الاكثر تجهيزًا في العالم أمام عظمة المقاوِم الفلسطيني المحاصَر منذ اكثر من خمس وعشرين سنة، والمراقب من كل القوى العظمى، والمتهم بالارهاب والقتل، والمستبعد من كل الحلول المتعلقة بقضية فلسطين، ويصف شبيت اهم الكتاب الصهاينة في جريدة هارتس كيف تلفظ اسرائيل انفاسها الاخيرة، حيث ان الفلسطيني لا يتراجع عن المطالبة بحقه مهما كانت التحديات، وحيث ان المستحيل لديه مستحيل، والإصرار لديه بإستعادة الارض وتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة غير قابل للتراجع، ولا يقف امامه الصلف الصهيوني والحواجز الكهربائية والاسمنتية، ولا تهمه ما يعدّه الكيان المحتل من عدة وعتاد، ومن وسائل الاغراء والمنع، ولديهم امكانية صناعة الصواريخ والقذائف والمسيرات بكل طرق وبأسهل التقنيات وأعقدها، يحفرون الأرض عندما مْنعوا من إجتياز الحواجز، ويفرون عبر الماء والهواء ليستعدوا لمنازلة المحتل في قراه وقواعده، ولا ينسون ان كل فلسطين تخصهم، لا يألون جهدًا في الاستعداد لمنازلة عدوٍ مدججٍ بالسلاح، وبوقوف أعتى الدول معه، ومع هذا يستطيع اختراق الحواجز والدخول الى مستوطنات العدو وقتل جنوده وأسر بعضهم، وأخذ البعض من مستوطنيه، وهم معتدون على الأرض والإنسان.
"إسرائيل" أكذوبة، وطارئ في تاريخ المنطقة، ومهما بلغ من صلف عصابتها، وتعنت قادتها، فإنهم ذاهبون الى غير رجعة، وكيانهم يحتضر تحت وطأة شجاعة المقاومة الفلسطينية، التي ستلقن المحتل درسًا مهما بلغ من قسوته، وعنجهيته، ولا إنسانيته، والعالم الذي يكيل بمكيالين، ستعلم الأجيال القادمه ان هناك من كان يقف الى الظلم والاستبداد في فلسطين العربية، التي لن تتراجع المقاومة وكل الشرفاء ان تقيم دولتها وسينعم اطفالها بالاستقرار والامن.