العموش راثيا البخيت: غبت وبقيت حاضراً في قلوبنا
12-10-2023 10:46 AM
عمون - نعى الوزير الاسبق الدكتور إبراهيم العموش، دولة رئيس الوزراء الأسبق الدكتور معروف البخيت الذي انتقل الى رحمة الله تعالى يوم السبت الماضي، وشيع جثمانه وسط مراسم عسكرية في مسقط رأسه بمنطقة ماحص، بحضور جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم وبمشاركة عدد كبير من رجالات الدولة والأردنيين.
وقال العموش في كلمات رثى فيها البخيت: رحمك الله يا ابا سليمان. غبت عنا وبقيت حاضراً في قلوبنا. لونك لون الأرض والعسكر، كنت الأقدر على حمل المسؤولية والتعامل مع متطلبات مرحلة الربيع العربي.
كنت محل ثقة قائد البلاد المفدى ومحل ثقة الشعب، كنت الحكيم والصبور والمنفتح على كافة أطياف المجتمع والقادر على التعامل مع كافة التيارات الفكرية بحنكة وحكمة وسعة صدر. لقد اجمع محبوك وخصومك على نظافة يدك وبعد نظرك ووطنيتك وتغليبك للمصلحة العامة على المصالح الفردية الضيقة. وليس أصدق في وصف خصال الفقيد مما جاء في رسالة جلالة الملك له بتاريخ ١٧-١٠-٢٠١١.
فلم يسبق في رسالة ملكية أن أمعنت في وصف خصال رئيس مستقيل مثل ما جاء في تلك الرسالة. وفيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
دولة الأخ الدكتور معروف البخيت حفظه الله ورعاه
أبعث إليك بأطيب تحياتي وخالص أمنياتي بموفور الصحة والسعادة والتوفيق وبعد،
فقد تلقيت ببالغ التقدير والاحترام كتاب استقالتك، وما تضمنه من تعبير صادق عن الانتماء الحقيقي والشعور بالمسؤولية وهذا ماعرفته فيك وخبرته في كل المواقع التي تحملت فيها أمانة المسؤولية.
وكنت قد كلفتك بتشكيل الحكومة قبل عدة أشهر، وكلي ثقة ويقين بأنك الأقدر على التعامل مع متطلبات هذه المرحلة من مسيرتنا الوطنية والظروف الاستثنائية التي تميزها عن غيرها من كل المراحل فقد كنت على الدوام جنديا من جنود الوطن المخلصين، القادرين على تحمل المسؤولية بمنتهى الأمانة والإخلاص والنزاهة، ونظافة اليد، وبروح الإيثار والاستعداد للتضحية من اجل المصلحة الوطنية.
وقد كنت عند ثقتي بك، فنهضت بأمانة المسؤولية أنت وزملاؤك الوزراء بشجاعة وثقة بالنفس وحرص على تحقيق الانجاز، وبالرغم من الظروف الاستثنائية التي مرت بها مسيرتنا الوطنية خلال الشهور الماضية، فقد تمكنتم من تحقيق انجازات جوهرية ستظل علامات واضحة في مسيرة الأردن العزيز من اجل الإصلاح والتحديث وتحقيق التنمية المنشودة، وسيسجل كل الأردنيين انجازاتكم المتميزة بدءا بالتعديلات الدستورية ومرورا بكل القوانين التي تؤسس لتطوير العمل السياسي في الأردن ومرورا بإعادة هيكلة مؤسسات الدولة وانتهاء بمحاولاتكم الجادة والجريئة على صعيد تعزيز مبدأ الشفافية والمساءلة وسيادة القانون وملاحقة كل شبهات الفساد، دون محاباة لأحد أو خوف من أن تأخذكم بالحق لومة لائم.
وسيسجل لك الأردنيون أيضا ما تحليت به من الصبر والحكمة وسعة الصدر في التعامل مع الظروف الاستثنائية التي مر بها الوطن طيلة الفترة الماضية، فقد تعاملت مع كل أطياف المعارضة ووسائل الإعلام بروح التسامح والانفتاح واحترام الرأي الآخر وعقلية رجل الدولة الذي يقدم المصلحة الوطنية العليا على كل المصالح والاعتبارات.
أما وقد تقدمت إلي باستقالة حكومتك لتأخذ نصيبك من الراحة أو لتنتقل إلى موقع آخر من مواقع العمل والعطاء، فإنني اقبل استقالتك ، وإنني إذ أعرب لك ولزملائك الوزراء عن بالغ شكري وتقديري لجهودكم الخيرة وعملكم المخلص الدؤوب طيلة الشهور الماضية، لأؤكد لك يا دولة الأخ العزيز انك ستبقى موضع الثقة والاحترام والتقدير وانك ستبقى قريبا مني كما كنت على الدوام.
بارك الله فيكم وجزاكم كل الخير على ما قدمتم وأعطيتم لوطنكم والله يحفظكم ويرعاكم جميعا..
عبدالله الثاني ابن الحسين..