سكجها يكتب: عن “حاملة الطائرات السياسية” والواقع الجديد!
باسم سكجها
11-10-2023 10:10 PM
لا تكتفي واشنطن بارسال أكبر حاملة طائرات في العالم لحماية إسرائيل، ولكنّها تُرسل “حاملة طائرات سياسية”، حيث أكبر مسؤول سياسي يزور المنطقة في حملة يائسة بائسة تهدف إلى تأييد الموقف الاسرائىلي.
تعرف واشنطن أنّ عجز القوة الاسرائيلية بلغ مبلغه الأخير، وكلّ ما يمكن أن تفعله لن يُغّير من حقيقة أنّها صُفعت في وجهها، وضُربت في شبه مقتل، وهكذا فلا بدّ من تدخّل يكون عنوانه “أقلّ الأضرار”، ليس عسكرياً فحسب، بل في التطورات السياسية اللاحقة.
ومن الطبيعي أنّ واشنطن لن تخوض في مطلق الاحوال حرباً مباشرة، ولن يتعدّى دورها تزويد الذخائر، وهذا لا يحتاج إلى حاملة الطائرات التي سيظلّ دورها معنوياً، وحتى في المسألة التجسسية المعلوماتية فهناك عشرات الاقمار الاصطناعية التي تكشف كلّ شبر في فلسطين المحتلة، ويمكنها ابلاغ تل ابيب بكلّ شيئ!
ومن الطبيعي، أيضاً، أنّ واشنطن تعرف أنّ تل أبيب لم تعد تملك أدنى مصداقية سياسية من كلّ الأطراف، حتى تلك التي سارعت إلى التطبيع معها، وهكذا فلا بدّ من تدخّل حاملة طائرات سياسية يقودها بلينكن، ففي اليوم التالي لانقشاع الغبار ستكون هناك ضرورة لمباحثات سياسية تبدأ من الرهائن، ولن تنتهي بالوصول إلى تفاهمات آنية، وربّما مستقبلية تتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي.
صحيح أنّه من المبكر توقّع ما ستنتهي إليه الأمور في الميدان، ولكنّ الغيوم كلّها تشي بأنّ المطر السياسي لن يكون لصالح تل أبيب، وسيكون على واشنطن أن تُعيد مقاربتها، وقد علّمتنا سياساتها أنّها تترك الواقع يتحدث عن نفسه فتتعامل معه وتدير الأزمات، ونحن الان في مطلق الاحوال أمام واقع جديد، وللحديث بقية!