التعليم الأساسي والعالي: إلى أين؟
الدكتور محمد العبيني
11-10-2023 07:37 PM
يتحدث الجميع عن الحاجه الماسه لاصلاح التعليم المدرسي والجامعي على حد السواء. ويعترف كل من في مهنة التدريس بانهيار التعليم المدرسي وتردي أحوال التدريس الجامعي. نتفق جميعاً على ضرورة البدء بخطوات اصلاحية حقيقية ولكن عنجهية البعض ورغبة المستفيدين من الحال المايل تُجهض أي محاوله الاصلاح.
وحيث أنني، ومنذ بداية الالفية الثانية، بدأت بدراسة مشكلات التعليم ومحاولة اقتراح حلول قابلة للتنفيذ وبعد أن انتابني اليأس من التصفيق بيد واحده فقد ارتأيت طرح المشكلة على الملأ واقتراح بعض الحلول.
ولكن ومن رغبة جامحة بالمساهمة بإصلاح ما تبقى من التعليم الثانوي والجامعي على حد السواء لا أجد وسيلة أكثر ملائمه من الفيسبوك والصحافة الالكترونية .
التعليم, في مختلف المدارس والمؤسسات التعليمية والجامعات في العالم الثالث, ينهار بشهادة المخلصين سواء التعليم المدرسي والعالي دون تمييز.
المشكلة الحقيقية أن اصلاح التعليم لا يشكل اية اولوية للمسؤولين، والذين أبوا إلا أن تكون مهمتهم الأُولى ارضاء صاحب القرار وأصحاب النفوذ، إبتداء من الوزير ونهاية بمن هم في مراتب شبيهة مادياً أو مؤسسياً .
استغاثتي بالمخلصين لا تتعلق بأية مصالح شخصية ولا برفع مخصصات البحث العلمي ولا بزيادة أعداد طلبة الجامعات حسب نظريات الاستثمار ولا حالة سوق التخصصات الجامعية المليء بالتخصصات الغير مطلوبة للسوق ولا بأعداد العاطلين عن العمل ولا بالبطالة المقنعة من الذين يواصلون التعليم العالي هرباً من سوق العمل أملاً بأن تُحل مشكلتهم مع الوقت.
امضيت أربعين عاماً بالتعليم العالي في التكنو، وكان لي شرف المشاركة بجامعات اردنية أُخرى، وقضيت ستة أعوام منها في الصناعة، ولا زلت أُمارس التعليم بحماس سنوات الثمانينيات الأُولى مع أني كنت شاهداً على الفترة الذهبية للتعليم، عهد القادة العجلوني وبدران والمجالي والأسد والغرايبه، مروراً بمراحل الأنهيار المتعاقبة، عندما قام وزير التعليم العالي بإنهاء خدمات سبعة رؤساء جامعات، في ليلة ما فيها ضو قمر، وتعيين سبعة بُدلاء ، دون تمييز وتمحيص، صباح اليوم التالي، وصولاً الى القاع في أيامنا الحالية حيث أصبحنا كغثاء السيل عدداً ولكن كالأيتام في مأدبة اللئام.
في الدول الكبرى يعتبر التعليم ركيزة الاساس للنمو والتقدم والإزدهار ويخدم البحث العلمي التنمية المستدامة وبالتالي التطور والازدهار .
في عالمنا الحالي، المصاب بكل امراض الشللية والواسطة والعلاقات والعطايا واقتناص الفرص وفقدان العدالة وانحراف البوصلة وانهيار الأخلاق، يقوم انصاف المتعلمين بإقصاء المؤهلين ويصبح التعليم عالة على الاقتصاد.
في عالمنا، يتفتق ذهن المسؤولين عن انجازات هائلة مثل زيادة عدد المسجلين في البرامج لسد عجز الموازنات الجامعية وزيادة اعداد الخريجين الملتحقين بطوابير العاطلين عن العمل وخلق تخصصات بأسماء جميلة لا تسمن ولا تغني من جوع.
يتبارى أصحاب القرار بمقدرتهم على استقطاب أبناء المسؤلين والذوات وابتعاث اصحاب الواسطة والعلاقات المشبوهة وإرضاء الدوائر المتغوله على القرار.
مشكلة البحث العلمي ليست نقص التمويل والمقارنة مع ما تنفقه اسرائيل والدول المتقدمة على البحث العلمي، وبالتالي المطالبة بزيادة الإنفاق على البحث العلمي فلا مقارنه بين نواتج البحث العلمي في بلاد ابناء العم المرتبطة بالتنمية والتقدم التكنولوجي وبحوثنا والتي غالبا ما تكون لغايات الترقية.
متطلبات التخرج للطلبة المُغيبين عن القرار ليست مرتبطة مع سوق العمل وأبعد ما تكون عن التنمية المستدامة الضرورية لبناء الاقتصاد الذي يعاني من امراض زيادة الانفاق الحكومي وسوء الادارة والسياسات العبثية والمؤتمرات التي تنتهي غالباً بالتصفيق الحاد وتمجيد المسؤلين والإبتهال للعلي القدير بتطويل أعمار المسؤلين، في الكرسي، لتمكين المتسلقين من الاستمرار بلعق أحذيتهم.
أرغب هنا بطرح مشكلات الجامعات والتعليم بشكل عام ولكن ايضاً باقتراح بعض الحلول الممكنة وكذلك آمل بمشاركتكم معي بالنقاش واقتراح بدائل وطرح أراء شابة وريادية لحلول مبتكرة اذا امكن لاصلاح حالة الجامعات والتعليم على حد السواء تيمناً بحديث سيد الكون ' من رأى منكم منكراً فاليغيره بيده ……. الى أخر الحديث الشريف ولعمري أن المسؤولين يرون المنكر ويجدون لذة حقيقية بتذوقة طمعاً منهم بمكافئات الحياة الدنيا وإرضاء لأرباب نعمتهم وتأجيل التفكير بيوم الدين الى يوم الدين يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلبٍ سليم.
إنَّ اسهل ما يمكن المساهمة به هو الانتقاد وطرح المشاكل دون حلول ولكن العبرة في إقتراح حلول بسيطة قابلة للتنفيذ للمشكلات وإعطاء الريادة والابتكار مكانته في الدولة وتمكين الشباب من المساهمة في التنمية المستدامه بعد أن أن شارف جيلنا على الأُفول فلقد هرمنا كما قال إبناء تونس الخضراء.
أُنادي زملاء المهنة الشباب بتشكيل مجموعة اصلاح على الواتس والفيس بوك وليعمل الجميع في اصلاح التعليم حسب توجيهات سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني والذي يضمن للمصلحين حرية مسؤولة ورصينه سقفها السماء.
تحياتي لكم جميعاً وأنتظر
تعليقاتكم بحماس والبدء بتشكيل مجموعة اصلاح التعليم وانقاذ ما يمكن انقاذه قبل أن ينهار ما تبقى منه ونندم عندما لا ينفع الندم.