العنصرية مكوّن رئيسيٍّ من مكوّنات الصهاينة وما يعتقدون، وهي عنصرية وطبقية قائمة، حتى، داخل مكوّنات العدو الصهيونيّ، فعلى سبيل المثال، يغتصب اليهود الأشكناز (الغربيون القادمون إلى فلسطيننا من أوروبا وأميركا وكندا) أجمل مدن فلسطين (القدس وحيفا ويافا الكبرى (من ضمنها بلدية تل أبيب) وعكا وطبريا وصفد ونهاريّا وغيرها)، ويتوّزع اليهود الشرقيون (السفرديم/ المزراحيون) مدن جنوب فلسطين.
وربما في الفيلم الوثائقي الذي حمل عنوان "بساط التيه" ضمن سلسلة "المتحرّي" من إعداد الزميل جمال المليكي وتقديمه، حول اختفاء ألفي طفل يمنيٍّ يهوديٍّ بعد وصولهم فلسطين في العام 1949، ما يوضح بعض تمظهرات هذه العنصرية، حيث بيع هؤلاء الأطفال لعائلات يهودية غربية وقيل لأسرهم إنهم ماتوا، علمًا أن عنصريّتهم مع اليهود الشرقيين، تكشف عن الوجه الغربيّ الاستعماريّ الكولونياليّ للكيان الذي اقترفوه في أرض فلسطين.
عنصرية وأوهام فوقية ممنوحة لهم من يهوَه (رب الجنود) بحسب معتقداتهم، وهي عنصريةٌ مخلوطةٌ بشكلٍ عجيبٍ غريبٍ مع خسّةٍ وجُبنٍ وغياب مروءة وعدم إيمان باليوم الآخر ولا حتى بيوم آخر غير يوم لحظتهم وطغيانهم ومكرهم.
فعن أي تسوية يتحدّث المتحدثون؟ وفي أي تطبيع يطمعون والصهاينة لا يرون في (الآخرين) سوى حيوانات مُسخّرة لخدمتهم وتلبية أطماعهم؟ ..
ولعلّ أعظم ما أنجزه "طوفان الأقصى" وأشرفه وأنبله أنه عرّى وسيعرّي كل شيء، فالمعادلة لم تعد تقبل الضباب ودعاوي الحياد وعناوين فاقعة من مثل "صورتنا أمام الغير"، الطوفان يقتضي جوابيْن لا ثالث لهما: فإما مع المقاومة، ومع شعب فلسطين، ومع الحق والنُبْل، ومع كرامة الشعوب وحريتها واستقلالها، وإما مع الظلم والشرّ والعدوان والخيانة (حتى الغربي الذي لا يقف معنا فهو خائن للقيم والأخلاق والعدل والقوانين الأممية حول حقوق الإنسان).
ليجلس كل منّا مع نفسه ويراجع ما له وما عليه، ويقرر أين يريد أن يقف، لأنها اللحظة المواتية التي لن يتاح لنا لحظة غيرها.
أما بخصوص "طوفان الأقصى" فالحرب قد تكون طويلةً، قاسيةً، مطرّزةً بتضحيات جِسام، ولكننا لن نكون من سوف يقول "أخ" أولًا، ولن نركع، فإما حياة تسرّ الصديق وإما ممات يغيظ العِدا، إما الوطن أو الموت، إما النصر وإما الشهادة.
وليعلم الذين ظلموا أيَّ مُنْقَلَبٍ سينقلبون.
حمى الله فلسطين وأهل فلسطين وفي المقدمة منهم الصامدين الثائرين المقاومين المجترحين إبداعًا يطاول المستحيل.