بعد الفرح الذي أهداه قطاع غزة وأبطاله لكل باحث عن العدل والشعور بالانتصار للحق، علينا أن نؤكد جميعا أن غزة ليست لوحدها في مواجهة جرائم الاحتلال التي لم تتوقف على أرضيها على مدى عشرات السنين، نعم ترتفع أصوات رغم تواضع امكاناتنا مقارنة بعظمة ما يقومون به لنقول بصوت وطني واحد غزة لست وحدك نحن معك بكل ما أوتينا من حبّ ووطنية.
لا يمكن لأي باحث عن العدالة وساع لها إلاّ أن يفرح بطوفان الأقصى، ليكون لنا جميعا طوفان فرح، وطوفان أمل بالخروج من خذلان نال منّا عبر سنين، وطوفان كشف هشاشة رواية اختبأت وراءها إسرائيل على مدى أعوام وأعوام بحديث عن قوة وجيش من أقوى جيوش العالم، ليبدد هذا الطوفان هذه الروايات ويُظهر الحقيقة بشكل حقيقي وواقعي، هذا الطوفان الذي وضع حقائق هامة أمام العالم بأن الحق الفلسطيني وراؤه مطالبين سيحصلون عليه وقتا ما، بإصرارهم وعزيمتهم، وعشقهم لوطنهم.
وما تبحث عنه غزة اليوم، أصوات معها لا عليها، ومواقف وطنية تدعم الحق الفلسطيني، بدولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وهو ما يسعى له الأردن بقيادة جلالة الملك في مساع لم تقف على مدار الساعات الماضية ومنذ السابع من الشهر الحالي، حيث بدأ تنفيذ «طوفان الأقصى»، ليجدد الأردن تأكيداته لغزة ولفلسطين وللقدس أن الأردنيين معكم، نعم بصوت وطني حقيقي صرخت عمّان ومحافظات المملكة نحن مع غزة، فعلا وقولا، بالقلوب قبل الكلمات.
الساعات الماضية كان الأردن محورا عربيا ودوليا لوقف التصعيد في غزة، بجهود واتصالات ولقاءات أجراها جلالة الملك وتلقى جزءا منها، ايمانا من دول الإقليم والعالم أن الحل في عمّان ومن عمّان، بحرص تاريخي من جلالة الملك على حماية الحق الفلسطيني وسعي جاد من جلالته لمنح هذا الشعب حياة كما باقي الشعوب، بتحذيرات واضحة من جلالته من أن الأوضاع ستستمر بالتفاقم في ظل غياب حل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فهي مواقف جلالته وكلماته التي طالما أكد عليها في كافة المحافل العربية والدولية، ويجددها اليوم خلال اتصالاته ولقاءاته وتوجيهاته .
على ذات النهج، يسير الأردنيون في الشارع المحلي بقوة وعزيمة، مؤكدين وقوفهم مع الشعب الفلسطيني، فرحين بطوفان الأقصى، هذه العملية الفدائية النضالية التي استقبلها الشارع الأردني بتوزيع الحلوى والاحتفالات، صارخين بصوت واحد نحن مع غزة ومع فلسطين بكل ما نملك من إمكانيات، وكما هم النشامي «قول وفعل»، وهي الرسالة الأردنية التي وجهها الشارع الأردني داعمين مواقف القيادة بضرورة حماية الحق الفلسطيني، وبتأكيدات لا تتوقف لغزة بأننا معك.
ما تشهده غزة اليوم وفلسطين ليس أمرا معتادا، وليس حدثا عاديا، فهو حرفيّا تغيير للكثير من التفاصيل التي بنيت على روايات إسرائيلية باطلة، ليس هذا فحسب إنما انهدام لظنون البعض وأولهم الاحتلال، أنه يمكن لبناء السلام أن يبقى على أسس من رماد محروق، وهو ما حذر منه جلالة الملك، بأن مثل ذلك حتما مصيره الدمار، غزة اليوم تغير من شكل المرحلة ومن خارطة القوى، ومن تاريخ ازدحم بروايات في مجملها خاطئة، غزة اليوم عمليا تهدينا فرحا، وحقيقة.
الدستور