نظرة في أبعاد عملية طوفان الأقصى
م. عبدالله الفاعوري
09-10-2023 08:08 PM
إن قلوبنا وعقولنا وأفئدتنا ومهجنا وأبصارنا تتجه صوب أبابيل الأقصى وتقف إلى جانبهم وتشد من أزرهم وتدعو لهم بالغلبة والنصر والتمكين، فما قام به أبابيل الأقصى يثلج الصدر ويشفيه من الظلم الواقع، ويبهج النفس ويرفع من همتها وثقتها بتحقيق المستحيل، ففي كل واقعة ونزلة وحادثة تسطر على أيدي جنود المقاومة، نستشعر عمق تأثير العقيدة السليمة على الفرد وهمته وعزيمته ومخرجاته، فمن يترعرع في ضوابط العقيدة السليمة التي تركن إلى الله في كل شيء حق الارتكان ستحقق المعجزات.
واليوم لو تعمقنا بالنظر بعملية طوفان الأقصى لوجدنا مكاسب كثيرة ودروسا عظيمة مكتسبة منها، لقد ساهمت العملية في كسر شوكة الصهاينة وإعداداتهم العسكرية التكنولوجية وضربت جهاز استخباراتهم بمقتل، كذلك ساهمت في انخفاض القيمة الشرائية لعملة الصهاينة مقابل الدولار، كما أنها ستعيد عملية التطبيع خطوات للوراء على الصعيد الشعبي والرسمي لدول المنطقة بعد أن كادت قابت قوسان أو أدنى من تحقيقها.
وعلى الجانب السياسي لو تمعنا بمخرجات العملية لوجدنا اليوم تبلورا المحور الإيراني كداعم لحماس في هذه العملية، حيث نجد التقاء مصالحهم سويا بهذه الهجمات، من جهة وجدت حماس داعما عسكريا لها لتتمكن من التصدي للصهاينة المعتدين، أما إيران فهي الكاسب الأكبر إن صدقت التكهنات بدورها في دعم المقاومة، لأن إيران ستتخذ من علاقاتها بالمقاومة دور الوساطة لإيقاف هذه الحرب السافرة وبالتالي الموافقة الدولية على شروطها إزاء برنامجها النووي.
ان الدور الإيراني في هذه العملية لا يعني نبل مشاعرها تجاه هذا العدو، إنما هي مشاركة في لعبة سياسية لأن السياسة لا تعترف الا بالمصالح فلا يوجد بها عداء دائم او صداقة دائمة إنما هنالك مصالح مشتركة، وهذا ما اعتقد انها سعت اليه بدعم المقاومة، لأن الجميع يعلم ان إيران قادرة ومنذ عقود من الزمن ان تدك الصهاينة ومن عدة جبهات، لكن هي تبحث عن مكاسب شخصية وإن التقت هنا مع خدمة القضية، وهذا ما يبين لنا دهاء قيادات المقاومة بالبحث عن مصالحهم السياسية التي تخدم قضية الامة.
إن الاردن دوما ما يظهر ارتباطا وشيجا بالقضية الفلسطينية على مستوى القيادة والشعب، وكان للقيادة الهاشمية دوما دور بارز في بحث سبل السلام التي تحفظ للشعب الفلسطيني حقوقه وهذا ما ترجمه الاتصال الهاتفي من الرئيس بايدن بالملك عبدالله الثاني لبحث تداعيات الازمة.
إننا نرفع أكف الدعاء بأن ينصر الله المجاهدين لإعلاء كلمته ونصرة المستضعفين في الأرض وتحرير المقدسات بالنصر والغلبة والتمكين.