العرجان يعتزم رفع العلم الأردني على قمة ميرا بيك بالهملايا
09-10-2023 12:00 PM
عمون - توجه الفنان الفوتوغرافي والرحاله الأردني عبدالرحيم العرجان إلى نيبال بغية تسلق قمة ميرا بيك ضمن سلسلة جبال الهملايا حاملا رسالة سياحية ثقافية وطنية والراية الهاشمية لرفعها على ارتفاع 6476 مترا.
وهذه المغامرة الثالثة للرحالة العرجان في جبال الهملايا بعد أن أنجز مسار درب مناسلو في العام 2022 وصولا لقمة لاركا باس بارتفاع 5170 مترا ودرب أنابورنا لقمة هورناج لاباس 5416 مترا العام 2018 حاملا الراية وشعار من أخفض بقاع العالم "البحر الميت" نقطة الإنطلاق إلى نهاية الجيولوجيا ورسومات مستوحاة من وادي رم وآثار الدولمنز والخط العربي ونهر الأردن والمغطس وجبل نيبو وغيرها بغية الترويج والتعريف لأهم مواقعنا لمن يلتقيهم على دروب الدول التي طاف بها تاركا الملصقات في المخيمات وأماكن الإقامة والإستراحة، وهي اللغة المشتركة للتعريف بالمواقع بين عشاق المسير والترحال والتسلق الجبلي في العالم.
وهذه الرحلة طبيعتها مغايرة عن سابقاتها بظروف جوية ومناخية مختلفة كليا تصل فيها الحرارة دون 28 درجة تحت الصفر وتحتاج لتدريب طويل على كيفية التأقلم وبالذات ما فوق ارتفاع 6000 مترا باستخدام أدوات إحترافية وملابس عالية العزل، كما تحتاج لدعم نفسي وبدني برعاية رئيسيه من هيئة تنشيط السياحة و برونزية من "ميد سيرفيس" الشركة المتخصصة لإدارة التأمينات الطبية.
ويعتزم الرّحالو العرجان رفع راية الوطن وحمل عدد من الشعارات لمواقع ذات أهمية تاريخية وثقافية وعالمية مطبوعة على ثيابه وحقيبة أدواته، وتوزيع الملصقات ومنها: Visit Jordan من هيئة تنشيط السياحة وعبر ملصقات شعار الهيئة المقرون بموقعها الإلكتروني الغني بالمعلومات السياحية المعرفة عن المملكة وبلغات مختلفة تخدم أوجة السياحة المتعددة والتي سوف يتم توزيعها على الطريق وتثبيتها بمواقع الإقامة والخدمة لأثرها الترويجي لكل من يزور الدرب ويمر فيه ورفع شعارها على القمة أمام الجموع المتزامنة بتلك اللحظة ومخيمي القاعدة الأول والثاني وجرت العادة لدى حاملين الرسالة من عشاق القمم رفعها على القمة وتبادل الصور التذكارية لأهمية الحدث بعد مسير 16 يوم.
درب الأردن ..
حيث تبنى الرحاله عرجان رفع شعار الدرب بكامل رحلاته الخارجيه وذلك إيمانا منه بمدى أهمية هذا الدرب السياحي الممتد من أم قيس شمالا حتى ميناء العقبه ثغر الأردن الباسم مرورا بعدد من المحافظات والمواقع التاريخيه والتراثيه متخللا العديد من السهول والأوديه ذات الجذب المعرفي والسياحي العالي مشغلا العديد من أبناء المناطق بالدلاله والإرشاد والدعم اللوجستي وخدمات الطعام والشراب والإيواء وإحياء الموروث التراثي والمحافظه عليه وقد نال الدرب عددا من التكريمات والجوائز العالميه بحسن التخطيط والإداره وتعدد المشاهده وتنوعها.
النقوش الصفائيه ..
واختار لذلك الرحاله المستكشف عرجان تصميمين أحداهما للدكتور رافع محيميد حراحشه الموثق في كتابه دراسات في الفنون الصخريه في الباديه الأردنيه الشماليه الشرقيه (الحره)، والآخر للنقش المعروف بإسم "عاقر" والموجود ضمن مقتنيات متحف الأردن والذي استوحى منه الفنان أسامة عوكل تصميمه وكلاهما مقرونين بعباره الأردن أرض الكتابه والفنون وذلك لتضمنها كتابات قديمه والجمع بين العزف والغناء والرقص لبيان مدى رقي الإنسان اللذي كان يعيش في باديتنا امتدادا من وادي رم حتى أقصى الحدود الشماليه والموثق تاريخه بما عرف من أدوات سواء بالكشط أو الطرق على الصخور والمدون بلغات مختلفه تعود لعصور لما قبل الحضاره وفجر التاريخ، فباديتنا عرفت حتى عصور قريبه بموطن اللغه والفصاحه حين كان يبعث أمراء بني أميه أبنائهم للنهل والتعلم من لسان أهلها العرب الأقحاح، ومن بادية الحميمه انطلقت الدوله العباسيه حيث ولد الخليفه أبو جعفر المنصور وأخيه أبو العباس السفاح.
البتراء اعجوبة العرب ..
دمج الفنان عمرو أمين من الشقيقه جمهورية مصر العربيه موقع الدير وجبال الهاملايا مع رمزيه لمتسلق يلوح بالعلم مرتديا الزي الأردني من الرفال البدوي والشماغ والعقال، وكان قبل ذلك قد رسم سلسلة من الأعمال الفنيه تمثل عددا من المواقع الأردنيه مستوحاه وملتقطه من عدسة الرحاله والمستكشف العرجان، وكان قد تناول في أعمالة القضايا الإنسانيه وتعزيزها والأمور الإجتماعية وسبل معالجتها.
البحر الميت والأيام العالميه ..
تصميم استمده المهندس المعماري نسيم يرفاس من رمزية مواقع الرحلة إنطلاقا من البحر الميت من عمان والقرى والمدن التي يمر بها في نيبال مقرونة بتواريخ الأيام الدوليه المعتمده من الأمم المتحده الموافقه للبرنامج كاليوم العالمي للحد من الكوارث واليوم العالمي للطيور المهاجره ويوم المرأه الريفيه ويوم الأغذيه والقضاء على الفقر ويوم المدن واليوم الدولي لمنع استخدام البيئه في الحروب والصراعات مقرونة برمزية للعرجان حاملا حقيبته والعلم أمام الجبل الثلجي.
ويشار إلى أن الرحاله المستكشف العرجان عكف على نشر مقاله الأسبوعي بصحيفة الدستور وموقع عمون وتجاوز بتوثيقه هذا ثلاثة آلاف كلم ضمن حدود المملكه و قد أصدر كتابه " مسارات – المسير والترحال في الأردن" وثق فيه 1162 كلم وقد تفضلت بكتابة مقدمته سمو الأميره دانا فراس سفيرة المملكه في اليونسكو وقد آثار اهتمام الكثير من عشاق المغامره ومفكري السياحه وقد قال فيه نويل كوريه رئيس مجلس إدارة صالون الخريف في باريس: العالم بين يديه يتجول وآلة التصوير على كتفه مستشرقا ذكريات الماضي ووقائع الحاضر ودلائل المستقبل، فتلتقط عينه الثالثه الشرهه آثار الماضي وآفاق المستقبل العريضه، ولا يترك توالي الصور أدنى شك، فهذه العين هي أذن تصغي إلى موسيقى الطبيعه وتمتمة الشعوب وهي فم لإعادة صياغة كل الخصوصيات ..
وأشادت الفنانه التشكيليه الإماراتية سلمى المري بدوره بقولها: وجد ليكون رحّالا يضرب في أرض الوطن والعالم، فكان كمن يلملم أطراف ثوب موشى بالطين والحجر والطير والشجر وترشش بالمطر معطرا بالطيون ليحتويه ملىء قلبه وحضنه، شاهق الأمل في مساراته، شاهرا عدسته متقلدا مقولة "أهل مكة أدرى بشعابها" ضاربا على صدره "هذا الوطن لي" يحمل حصيلة الشوق إلى عتمة الإستوديو، هناك تتمايل أخيلة الدولمنز وتضاريس الأردن، ينقش في مقالاته ما تعلقت به روحه في مخاضاتها الأولى، وقد كان لي النصيب في قراتها قبل عبورها إلى الفضاء الأزرق، مرددة في سري كم فيك من خيال الزرقاء يا أردن.