بعد خمسين عامًا من حرب أكتوبر، التي كادت تكون تهديدًا وجوديّا لإسرائيل، وبعد معركة الكرامة التي أزالت عنجهية إسرائيل بعد ٦٧، وبعد سبعة عشر عامًا على حرب تموز مع حزب الله التي أجبرت إسرائيل على إعادة حساباتها، وحروب غزة المتلاحقة التي أنهت فكرة الاجتياح السهل؛ بعد كل هذا يأتي الطوفان؛ ليغرق أحلامًا كبرى لإسرائيل، ويقدم دروسًا ويلغي مسلّمات وأحلامًا!
فما هذه الدروس؟
١- فلسطين لن تخضع إطلاقًا، وأن الشعب الفلسطيني لا يمكن تجاهله، وأن المقاومة هي أقصر الطرق للتحرير.
٢- والدرس الثاني أن المقاومة الفلسطينية قوية جدّا، ولها داعمون مخلصون، وأنها تمثل الأمل.
٣- على الرغم من قوة إسرائيل "المتخيلة"، هي أقل من قوة المقاومة الفلسطينية.
٤- إن حركات المقاومة الفلسطينية نظيفة من الاختراقات الأمنية، والتي كانت تفخر بها إسرائيل.
٥- إن حجم الأسرى سيزود المقاومة بمعلومات سرّية كانت تنقصها، إضافة إلى أن أي قرار إسرائيلي سيأخذ في الحساب وجود عديد من الأسرى بيد المقاومة.
٦- لعل المهرولين نحو إسرائيل شعروا بأن إسرائيل لن توفر لهم أمنًا فقدته هي؛ فالتطبيع انتهى، ومن طبّع سيدرك أنه لم يستفد شيئًا.
٧- إحياء أمل التحرير، لأن تصاعد الانتصارات النوعية بين معركة وأخرى، أعاد إلى ذهن كل عربي المطالبة بفلسطين التاريخية كاملة. وربما تسقط معاهدة أوسلو وأخواتها.
8- عجز معسكر إسرائيل وداعميها دبلوماسيّا وسياسيّا، وإعلاميّا، ولم تستجب أي دولة عربية أو شرق أوسطية لمطلب أمريكا في استنكار الهجوم " الإرهابي الفلسطيني".
ولكن الدرس الأكبر هو أننا أقوى مما كنا نظن، وأن الشعب العربي عاد يردد صوت الثورة الفلسطينية، ففي فلسطين اختفى مستوطنو الضفة الغربية، وأن الجندي المصري الذي استنكر السياحة الإسرائيلية في مصر، سيوقف مثل هذه السياحة. وأن صوت صنعاء يصب في وحدة الساحات، وبتقديري، لن يتأخر أي مقاوم عربي عن المشاركة. فالأمل الأكبر هو عودة الروح إلى كل عربي!
نعم إسرائيل أضعف مما كنا نظن!!
ولننتبه إلى خطورة الموقف الأمريكي الذي يدرس إمكان وجود قتلى أميركيين، أو دور إيراني، في تبرير دعمه وكأنه خجل من حمايته لإسرائيل..