ما يكيده الصهاينة وحلفاؤهم وقطاريزهم وما يسمّى "النظام الدولي" و"الشرعية الدولية" تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، والضفة، وغزة، والشتات، وحق العودة.. الخ، هو مخطط قديم ومعروف وليس وليد اللحظة، ولا يحتاج إلى أن يخرج علينا متذاكٍ ما أو متحذلق ما ليخبرنا به وكأنّه اكتشف توّا سرّ الحياة أو حجر الفلاسفة!
وأيّ ردّ فعل يمكن أن يصدر عن هذه الجهات بقريبها وبعيدها وصديقها وعدوّها تجاه أي حدث مفتعل أو مبرمج أو عارض أو حتى مفاجئ ومباغت لن يخرج عن إطار الدفع باتجاه ما يُحاك وما يُخطط وما يُدبّر، وتجيير ما يحدث بطريقة أو بأخرى لصالح هذا الذي يُحاك ويُخطط ويُدبّر..
ولكن هذا كلّه مسألة..
ومحاولة البعض تصوير هذه المؤامرات والمكائد وكأنّها "أمرا مقضيا" و"قدرا لا مفرّ منه".. هذه مسألة أخرى!
ومحاولة تصوير مَن يحبكون وينفّذون هذه المؤامرات والمكائد وكأنّهم آلهة أصحاب مشيئة مطلقة يتحكّمون في الطبيعة والواقع والبشر كيفما أرادوا.. هذه مسألة أخرى!
ومحاولة تصوير الشعوب وكأنّها قطعان من العوام السذّج العاطفيين الهمج معدومي العقل والوعي ومسلوبي الإرادة يتم تحريكهم يمينا ويسارا حسب المشيئة وطوع البنان والإشارة.. هذه مسألة أخرى!
ومحاولة تصوير الجميع من أكبر قائد إلى أصغر فرد وكأنّهم جميعا خونة وعملاء ومتواطئون يعملون مع سبق الإصرار والترصّد لحساب المخطط الأكبر لآلهة المؤامرات والمكائد.. هذه مسألة أخرى!
ومحاولة استخدام كلّ ما تقدّم مبررا وذريعة للتسليم بهذه المؤامرات والمكائد، والاستسلام لها، والقبول بأن تمرّ بسهولة، وبأرخص الأثمان، أو حتى دون ثمن.. هذه مسألة أخرى!
هذه العقلانية الكذّابة والموضوعية الأكذب والحرص الأكذب والأكذب الذي يبديه البعض لا أراه سوى ضرب من "الإسقاط" القميء؛ يُسقطون على الآخرين تخاذلهم وتواطؤهم واستسلامهم هم وأشباههم ومجتمعاتهم وأنظمتهم.. وضرب من الخوف الجبان ومحاولة التنصل من الحُجّة والمسؤولية ولو بينهم وبين أنفسهم في حال أقرّوا واعترفوا بالمنظور المضاد والسردية المضادة!..