نتابع التحليلات على الفضائيات، ونتوقّف أمام مسارعة إسرائيل طلب الحصول على الدعم الاميركي، واعتبارها اضافة نوعية للكيان الصهيوني، وفي حقيقة الأمر فهذا أمر يعني هزيمة استراتيجية جديدة لهذا الكيان، لأنّ “اسرائىل” وصلت في السنوات الأخيرة إلى ظنّ أنّها أكبر حتى من راعيتها التاريخية.

كبر رأس “تل أبيب” حتى أنّه وصل إلى مقدرة “الكيان” على إحتلال المنطقة كلّها، فسفنه وغواصاته صارت تجول البحار، وتشتبك مع إيران عند شواطئها، وتعترض على اتفاقات تعقدها واشنطن مع طهران أو كوريا الشمالية وغيرها، حتى أنّ الرئيس الأميركي نفسه لم يخف استياءه، ولم يجتمع مع نتنياهو.

كبر رأس “تل أبيب” حتى ظنّت أنّها، بقدرتها العسكرية الذاتية، باتت تملك قراراتها المستقلة، فلديها صناعات القوّة من دبابات وطائرات وقبّة حديدية، وغيرها، وهي الآن مع اجتياح حماس لها تعود كما أيّ ولد صغير إلى الوالد، مطالبة بالدعم.

هذه هزيمة استراتيجية تُضاف إلى كلّ ما شاهده القارئ منذ يومين، وعلى الجانب الآخر فواشنطن التي تبعث بحاملة الطائرات جيرالد فورد، وتضخّ الأسلحة والذخائر والأموال، تبعث رسالة بليغة للحكومة الاسرائيلية بأنّ “الكيان” مهما كبر، فخيطه مربوط في كفّنا، ولعلّ الأمر سيعني الكثير في مقبل الأشهر، وهكذا فهناك تلاق بين أهداف الاضداد: المقاومة الفلسطينية وواشنطن، ما دامت الأمور ستسير ضمن المقبول.

من الطبيعي القول إنّ واشنطن لن تسمح بهزيمة ساحقة لاسرائىل، ولكن التحليل يفيد بأنّ العاصمة الأميركية قبلت حتى الآن بفرك أذن تل أبيب نتنياهو وحكومته، والله أعلم، وللحديث بقية!